عاد شبح الإرهاب ليخيم على العاصمة السعودية الرياض بعد أن ظن الجميع أن المملكة انتهت من هذا النوع بعد أن أقدمت على المصالحة والحوار مع التيارات الجهادية. فقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن مصدر أمني إن سلطات الرياض تمكنت من كشف وتفكيك "خليتين إرهابيتين" في العاصمة الرياض وفي مدينة جدة، كانتا تخططان لعمليات ضد أهداف أمنية ومدنية في المملكة. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في بيان بثته الوكالة إنه تم القبض على ستة يمنيين وسعوديين في إطار هذه القضية، وأعلنت هوية سعودييْن آخرين قالت إنهما في حالة فرار وحذرت من التعامل معهما أو التستر عليهما.
وأضاف المصدر أن المتهمين يخططون لتنفيذ هجمات على عدد من الأهداف من بينهما قوات الأمن السعودية ومدنيون سعوديون ومقيمون ومنشآت عامة داخل المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث قوله إن "الجهات الأمنية المختصة رصدت على مدى عدة أشهر أنشطة لعناصر مشبوهة على اتصال بتنظيم القاعدة في الخارج، واتضح من المتابعة قيام هذه العناصر بتشكيل خلية إرهابية في مدينة الرياض عملت على الدعاية وتجنيد عناصر لتنفيذ عملياتها".
وأضاف أن متابعة هذه العناصر كشفت بلوغهم مرحلة متقدمة في التخطيط للهجمات التي يعتزمون تنفيذها، حيث قاموا بتجهيز المتفجرات وتجربتها خارج مدينة الرياض مما أدى إلى إصابة أحدهم بحروق وبتر أحد أصابعه.
وقال المسؤول الأمني إنه تم تفتيش ثلاثة مواقع أحدها غرفة ملحقة بأحد المساجد في الرياض عثر فيها على مواد كيميائية تستخدم لتصنيع المتفجرات، وهواتف جوالة لاستخدامها في عمليات التفجير عن بعد ووثائق ومبالغ نقدية، كما تم العثور على روابط لهذه الخلية مع خلية أخرى في مدينة جدة ألقي القبض على أحد عناصرها.
المثير في القضية أن شبح العمليات الإرهابية بدأ يخيم على السعودية بعد وصول العديد من الأحزاب الإسلامية للسلطة بعد الربيع العربي، حيث أنه وفي إطار فلسفة "عفا الله عما سلف" تم إطلاق سراح العديد من المعتقلين المتهمين في قضايا الإرهاب وبأعداد كثيرة، وكما يقال فإن الذي يدخل السجن من أجل استهلاك الحشيش ولا يتلقى التربية اللازمة يخرج تاجرا في تلك المادة فكثير ممن خرجوا أعلنوا التوبة تمويها وذلك بعد أن اكتسبوا الدروس النظرية في السجن وخرجوا لتطبيقها على نطاق واسع.
ولقد أطلقت الفوضى التي أنتجها الربيع العربي يد السلفيات الجهادية حيث أصبحت المنطقة العربية مرتعا للتنظيمات القتالية وتنظيم القاعدة الذي يريد أن يستعيد عافيته بعد الضربة التي تلقاها إثر مقتل أسامة بن لادن على يد كوماندو أمريكي.