حذرت مصلحة الأرصاد الجوية الفدرالية الأميركية من أن تأثيرات الإعصار هارفي، الذي تسبب بفيضانات كارثية في شرق تكساس وهيوستن هي "الاسوأ" مشيرة إلى أن الأحوال الجوية الراهنة تعد "غير مسبوقة". وتسببت العاصفة القوية هارفي بفيضانات كارثية في هيوستن، اليوم الأحد 27 غشت، وحولت شوارع أكبر مدينة في ولاية تكساس إلى أنهار، ما دفع بالسكان للصعود إلى الطوابق العليا وسطوح المنازل، فيما توفي ثلاثة أشخاص بسبب مرور الإعصار بحسب حصيلة جديدة. وحذر حاكم تكساس غريغ ابوت على شبكة "فوكس نيوز" الأحد من أن "الوضع خطير وسيتفاقم" مؤكدا أن الأضرار الناجمة عن الاعصار يمكن ان تصل الى "مليارات الدولارات". وصدرت عدة تحذيرات من فيضانات مباغتة في المنطقة وشددت مصلحة الأرصاد الجوية على ان "التهديد بفيضانات كارثية غير مسبوقة وقد تودي بحياة اشخاص لا يزال قائما حتى الاسبوع المقبل". وبلغ منسوب الأمطار أكثر من 60 سم في منطقة هيوستن/غالفستون في الساعات ال24 الماضية بحسب مصلحة الأرصاد الجوية. وحذر فرعها في هيوستن من ان "الفيضانات الكارثية ستتفاقم ويمكن ان تعتبر تاريخية". والإعصار الأقوى، الذي يضرب الولاياتالمتحدة منذ 2005 وولاية تكساس منذ 1961 قبل أن تخف قوته إلى عاصفة استوائية، أصبحت سرعته 2 كلم في الساعة. وضرب الساحل مساء الجمعة حين كان في فئة 4 - على مقياس من خمس درجات- فيما بلغت سرعة الرياح 75 كلم في الساعة. وأعلن خفر السواحل الذين أنقذوا نحو 30 شخصا، صباح الأحد إنهم تلقوا أكثر من 300 اتصال استغاثة في منطقة هيوستن حيث تم تجهيز خمس مروحيات من نوع "ام-اتش-65 دولفين". وطلب تعزيزات بالمروحيات من نيو اورلينز ومن الحرس الوطني الجوي. واغلق مطار هوبي، ثاني أكبر مطار في هيوستن، وغمرت المياه مدرجاته. وأكبر مطار "جورج بوش انترناشونال" ألغى عدة رحلات. ودعت سلطات المدينة التي تعد 2.3 مليون نسمة السكان إلى البقاء في منازلهم فيما تحولت الشوارع الى انهار. والتزم آلاف السكان تعليمات الاجلاء. وبحسب الصليب الأحمر الاميركي فإن أكثر من 1800 شخص لجأوا مساء السبت إلى 35 ملجأ في تكساس ولويزيانا. وأكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي وقع اعتبارا من الجمعة إعلان كارثة وطنية، الأحد على تويتر إنه سيتوجه إلى تكساس "ما أن تسمح الظروف بان تتم الزيارة بدون التسبب بعرقلة. الأولوية يجب ان تكون لإنقاذ ارواح وللسلامة". واشاد بفاعلية عمليات الانقاذ. وقال ترامب إنه يتابع عن كثب جهود الاغاثة من كامب ديفيد في ولاية ماريلاند، إدراكا منه للضرر الذي لحق بولاية الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش لتأخره في الرد بعد الاعصار كاترينا. وأعاد هارفي إلى الأذهان الصدمة التي خلفها إعصار كاترينا، الذي تسبب بكارثة إنسانية في عام 2005 مع مقتل اكثر من 1800 شخص ودمار احياء بكاملها في نيو اورلينز ولويزيانا المجاورة.