لم يشفع قرار منظمة "اوبك" القاضي بتمديد تخفيض الانتاج في استقرار أسعار النفط، بل بالعكس ساهم في تراجعها. فبعد صدور القرار شرع سعر البرميل في التراجع ليصل اليوم الى تحت 50 دولار. وهبط خام القياس العالمي مزيج برنت إلى ما دون 50 دولارا للبرميل اليوم الجمعة متجها لتكبد ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، بفعل المخاوف من أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية مكافحة تغير المناخ قد يعزز أنشطة الحفر للتنقيب عن الخام في الولاياتالمتحدة بما يزيد من تخمة المعروض العالمي. وبحلول الساعة 08.49 بتوقيت غرينتش انخفض برنت في العقود الآجلة 96 سنتا عن الإغلاق السابق ليصل إلى 49.67 دولار للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 95 سنتا إلى 47.41 دولار للبرميل. ويتجه الخامان إلى تكبد خسارة أسبوعية تقارب خمسة بالمائة. ولقي انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية 2015 العالمية التاريخية لمكافحة تغير المناخ إدانة من حلفاء واشنطن وأثار مخاوف من أن إنتاج النفط الأمريكي قد يزيد بوتيرة أسرع. وفي الأسبوع الماضي زاد إنتاج الخام الأمريكي بالفعل نحو 500 ألف برميل يوميا عن مستواه قبل عام، وهو ما يقوض جهود أوبك الرامية لتصريف تخمة المعروض العالمي. والتقت منظمة البلدان المصدرة للبترول مع عدد من المنتجين خارجها في فيينا الأسبوع الماضي لتمديد اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا تسعة أشهر أخرى حتى نهاية مارس 2018. غير أن أسعار النفط هبطت بعد التوصل للاتفاق وسط تطلع البعض لتخفيضات أكبر. وقال إيجور سيتشن رئيس شركة روسنفت أكبر منتج للخام في روسيا، اليوم الجمعة، إن منتجي النفط الأمريكيين قد يضيفون ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا للإنتاج العالمي في العام المقبل. ونزلت أسعار النفط نحو تسعة بالمائة منذ قرار أوبك تمديد التخفيضات في 25 مايو. ومما يقوض الجهود الرامية لكبح الإمدادات أيضا تنامي الإنتاج في نيجيريا وليبيا البلدين العضوين في أوبك المعفيين من الاتفاق.