عقد زعماء دول حلف الناتو قمة مقتضبة على غير العادة في بروكسل أمس الخميس، إلا أنها رغم مدتها القصيرة، اتخذت عددا من القرارات المهمة. وركزت المناقشات خلال القمة على المطالب الأمريكية بزيادة الإنفاق العسكري، وإذ اتخذ المشاركون القرار بانضمام الحلف إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" ، وتوسيع الدعم لجهود محاربة التنظيم الإرهابي، وإنشاء وحدة خاصة بمحاربة الإرهاب. واستجابة لمطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرر الزعماء الشروع في إعداد خطط لزيادة النفقات الدفاعية. وقالت مصادر دبلوماسية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثار ارتباكا في نفوس نظرائه، بلهجته الفظة والبعيدة عنن الأسلوب الدبلوماسي، عندما بدأ الحديث عن "ديون الحلفاء"" المترتبة لأمريكا، أثناء افتتاح نصب تذكاري لضحايا الإرهاب بمقر الناتو، إذ حذر من تكرار هجوم مانشستر في حال عدم وفاء أعضاء الناتو جميعهم بالتزاماتهم المالية. ومن اللافت أن قرار انضمام الناتو للتحالف المناهض لداعش، أيضا جاء بمبادرة واشنطن، التي تسعى لإيجاد قاعدة جديدة لتنسيق جهود المشاركين في عمليات التحالف في العراق وسوريا. وفي هذا السياق، قال أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف لن يشارك في العمليات القتالية ميدانيا، لكنه سيشارك في المناقشات السياسية بين أعضاء التحالف، بما في ذلك جهود التنسيق وإجراءات التدريب. وأوضح أن قرار الناتو بإنشاء وحدة معنية بمحاربة الإرهاب، يهدف إلى رفع مستوى تبادل المعلومات بين أعضاء الناتو، ولاسيما فيما يخص البيانات حول المرتزقة في صفوف التنظيمات الإرهابية. هذا وقرر ستولتنبرغ تعيين ممثل رفيع المستوى عن الناتو في منصب منسق تنفيذ الخطة الأطلسية لمحاربة الإرهاب. كما جاءت مفاجأة أخرى من جانب ترامب، عندما غير أسلوب حديثه عن روسيا، إذ سبق أن ادعى بأنه يسعى لبناء علاقة "جيدة" معها، ووضع "الخطر الروسي" بجانب الإرهاب والهجرة غير الشرعية من بين المخاطر الرئيسية المحدقة بحلف الناتو. وردا على سؤال عما إذا كان يخشى من نشوب سباق تسلح جديد على خلفية زيادة النفقات العسكرية، أصر ترامب على أن كافة النفقات الأطلسية "متزنة وتحمل طابعا دفاعيا"، وليست إلا ردا متوازنا على خطوات روسيا.