ارجأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء المكلف اليميني المعتدل ادوار فيليب الاعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة إلى الأربعاء، بهدف جمع مختلف الاطياف السياسية والتجديد. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، اليوم الثلاثاء، ان ماكرون الذي تعهد الارتقاء "باخلاقيات الحياة العامة"، "تمنى تخصيص وقت للتحقق" من "الوضع الضريبي" للشخصيات التي ستنضم الى الحكومة، ومن احتمال وجود "تضارب مصالح". وأوضح قصر الاليزيه، حسب ما اوردته وكالة فرانس برس، ان اول اجتماع لمجلس الوزراء في ولاية ماكرون سيعقد صباح الخميس وليس الاربعاء. وطوال حملته الرئاسية وعد ماكرون بعرض مشروع قانون يربط بين القيم الاخلاقية والحياة السياسية "قبل الانتخابات التشريعية" في 11 و 18 ابريل يشمل خصوصا "منع المحاباة للبرلمانيين الذين لن يتمكنوا من توظيف اي فرد من عائلاتهم". وهذه اشارة مبطنة الى الفضيحة التي طالت المرشح اليميني فرنسوا فيون بخصوص قضية وظائف وهمية مفترضة استفادت منها زوجته واثنان من أولاده. وبعدما كان يعتبر الاوفر حظا بالفوز في الانتخابات، وجهت الى فيون في مارس تهمة اختلاس اموال عامة ثم خسر في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية. كما طالت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي خسرت امام ماكرون في الدورة الثانية، فضيحة وظائف وهمية مفترضة في البرلمان الاوروبي وتمويل غير شرعي للحملة الانتخابية. وبعد عودته من اول رحلة له الى الخارج منذ تنصيبه اثر زيارته برلين، أمس الاثنين، ولقائه المستشارة انغيلا ميركل، يضع الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة المكلف اللمسات الاخيرة على تشكيلة الحكومة. ويريد ماكرون وفيليب اعلان فريق حكومي قادر على تجسيد الوعود بالتجديد السياسي والمساواة بين الرجال والنساء وإحداث توازن بين اليمين واليسار استعدادا لمعركة الانتخابات التشريعية في يونيو. وعنونت صحيفة "لوباريزيان" الثلاثاء "رئيس وزراء يميني: انها جرأة". ورحب المسؤول عن ابرز منظمة نقابية فرنسية "ميديف" بيار غاتز بالثنائي ماكرون/فيليب معتبرا انها "فرصة لفرنسا لكي تنهض". ومن المرتقب ان تضم الحكومة شخصيات اخرى من اليمين من حزب الجمهوريين مثل رئيس الوزراء الاسبق برونو لومير الذي ابدى اعتبارا من مساء الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية استعداده للعمل مع ايمانويل ماكرون. وكتبت صحيفة لوفيغارو المحافظة الثلاثاء "هناك شريحة من اليمين ومن الوسط مستعدة للمضي قدما" ما يثبت ان ادوار فيليب "ليس مجرد غنيمة وانما جسر لاعادة هيكلة". واعتبر حوالى ثلاثين نائبا من اليمين والوسط وخصوصا المقربين من رئيس الوزراء الاسبق الان جوبيه، مثل ادوار فيليب، الاثنين ان عائلتهم السياسية يجب ان تمد اليد للرئيس الجديد. واستعدادا للانتخابات التشريعية في 11 و 18 يونيو التي يفترض ان تحدد ما اذا كان ماكرون سيفوز بغالبية في الجمعية الوطنية تمكنه من حكم البلاد، فان تعيين فيليب والاهتمام الذي يثيره الرئيس الجديد لدى حزب الجمهوريين ليس نبأ سارا لقادة الحزب الذي يحاول النهوض من انتخابات رئاسية كارثية. ومن اليسار، يبدو جان ايف لودريان وزير الدفاع في ادارة فرنسوا هولاند السابقة الوحيد من الفريق السابق الذي يمكن ان يتولى منصبا في الادارة الجديدة. ومن المرتقب ان يدخل اعضاء من الحزب الاشتراكي الذي اعلن تأييده لماكرون، الى الحكومة مثل رئيس بلدية ليون جيرار كولومب او ريشار فيران اللذين كانا من ركائز حملة الرئيس الجديد. كما يرجح انضمام فرنسوا بايرو، زعيم حزب "موديم" الوسطي الحليف للرئيس، الى الحكومة رغم التوتر الذي حصل الاسبوع الماضي مع حزب الرئيس الجديد حول وضع لوائح المرشحين للانتخابات التشريعية. ووعد ماكرون من جانب آخر بفتح الجمهورية امام ممثلين عن المجتمع المدني. ويسعى على سبيل المثال الى اقناع نيكولا هولو المقدم السابق في التلفزيون والشخصية التي تحظى باحترام في صفوف المدافعين عن البيئة بقبول "وزارة للانتقال البيئي". وبالنسبة للنساء فقد وعد الرئيس الجديد الذي كانت دائرته المقربة خلال الحملة تضم رجالا بشكل خاص، بالمساواة. ويمكن ان يختار ان يعطي دفعا لآمال عالم الاعمال عبر استريد بانوسيان التي كانت مديرة مجموعة عقارية او المتخصصة بالإعلام اكسيل تيساندييه او المنتجة السينمائية فريديرك دوما. وعملا بالتقليد المتبع قام ماكرون باول زيارة مساء الاثنين الى برلين والتقى المستشارة انغيلا ميركل حيث اكدا على رغبتهما في اصلاح اوروبا وإذا لزم الامر عبر تغيير معاهدات. ومن جانب آخر يزور الرئيس الفرنسي "الخميس او الجمعة" مالي لتفقد القوات الفرنسية بحسب ما علم من اوساطه على ان يلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب في 25 مايو على هامش قمة حلف شمال الاطلسي في بروكسل من جهة اخرى، وفي ردود الفعل على انتخاب ماكرون، رحب كارلوس غصن رئيس تحالف رينو-نيسان بهذه الخطوة ودعا الى الدفاع بشكل افضل عن العولمة في مواجهة صعود الحمائية. من جهته، اشاد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بتعيين ادوار فيليب رئيسا للحكومة واشاد "بالطريق السياسي الجديد" الذي تسلكه فرنسا.