كشف علماء بريطانيون عن ابتكارهم ل "ضماداتٍ ذكية" يمكنها مواكبة مراحل تعافي الجروح، وإرسال تقرير بالتقدم في الشفاء إلى الطبيب، وسوف تبدأ تجربة هذه الضمادات خلال العام 2018. وذكر تقرير لTelegraph، عن طبيعة هذه الضمادات، أنها زُوِّدَت بأجهزة استشعار صغيرة يمكنها التقاط إشارات تخثُّر الدم، أو الالتهابات الموضعية، ومِن ثَمَّ ترسل البيانات لاسلكياً إلى الطبيب المعالج.
وقالت جامعة سوانسي في بريطانيا، التي تأمل في تجربة الضمادات في غضون 12 شهراً، إنَّ هذه التكنولوجيا الجديدة قد تُضفي لمسةً شخصية على مهنة الطب.
وسيستفيد من هذه التقنية إذا ما نجحت مرضى الجروح، الذين يضطرون حالياً للعودة إلى الطبيب بعد مدة معينة، لكنَّ بعض الحالات قد تستغرق وقتاً أطول في التعافي، أو ربما تصاب بالعدوى قبل موعد الزيارة.
وقال رئيس معهد علوم الحياة بجامعة سوانسي، مارك كليمنت: "تسمح تقنية النانو في إنتاج أجهزة الاستشعار بتقليل أبعادها حتى تصبح شديدة الضآلة".
وأضاف: "يمكن لأدوات الاستشعار هذه أن توضَع في ضمادةٍ ذكية، والخطوة التالية أن نجعل هذه الضمادات ذات تكلفة معقولة لتُستَخدَم في القطاع الصحي، أما كيف يمكن إنتاج هذه الأجهزة الذكية؟ فمن الواضح أنَّ الطريقة الأكثر فاعلية سوف تكون استخدام تقنية من تقنيات الطباعة".
وأوضح كذلك: "هذه مقاربة تعتمد على عدة تقنيات تكنولوجية، تترابط فيها تقنية النانو مع الإلكترونيات النانوية، ومع الطباعة، وصناعة الأغلفة باستخدام الكيمياء الحيوية، من خلال البنى التحتية لأنظمة اتصالات الجيل الخامس (5G)، ما سوف يسمح لنا في المستقبل بتقديم رعاية صحية للجرحى ذات نتائج أفضل ونوعية حياة أرقى".
وستتصل هذه الضمادات الذكية أيضاً بالهاتف الذكي للمريض، وسوف تكون قادرةً على متابعة المخاوف الصحية الأخرى التي قد تمنع التعافي، مثل الخمول أو الحمية الغذائية.
وقال كليمنت لهيئة الإذاعة البريطانية BBC: "تجمع كل هذه البيانات ليتمكن الطبيب المعالج من معرفة أداء الجرح في أي وقت، ومن ثم يتمكن من تكييف الطريقة العلاجية لهذا المصاب بعينه".
وتابع: "في الطب التقليدي، يرى الطبيب المريض، ثم يصف له منهجاً للعلاج لشهر أو 3 شهور، أما ما يحمله المستقبل فهو عالم يمكن فيه تنويع العلاج تبعاً للشخص وأسلوب ونمط حياته".
وختم قائلاً: "أحياناً ما نُطمئن الأطباء لدرجة أنَّنا نخبرهم أنَّ كل شيء يسير على ما يرام، لكن في عالم الجيل الخامس سوف تصبح البيانات متاحة أمام الطبيب والمريض، ليتمكنا من العمل معاً لمعالجة التحديات".
وكانت التجارب السريرية قد بدأت بالفعل على ضماداتٍ ذكية يتغير لونها حال إصابة الجرح بالعدوى.