دعا رئيس "مؤسسة محمد ابراهيم" محمد ابراهيم، مساء أمس الجمعة بمراكش، البلدان الافريقية إلى العمل على تبني مسار خاص بها كفيل بمنحها القدرة على تحقيق التقدم والنمو الاقتصادي المنشودين. وأضاف في تدخل له خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال "ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة" الذي تنظمه "مؤسسة محمد إبراهيم"، على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن كل بلد افريقي مطالب برسم مساره والتوصل إلى نموذج خاص به يأخذ بعين الاعتبار تاريخه وامكانياته الطبيعية والبشرية والاقتصادية.
وأبرز محمد ابراهيم أهمية الحكامة الجيدة التي من شأنها تمكين افريقيا من المضي قدما نحو التقدم والازدهار وخلق المزيد من مناصب الشغل، مشيرا إلى الدور الهام لمؤشر الحكامة بافريقيا الذي تعتمده المؤسسة سعيا منها إلى الرفع من مستوى الحكامة في كل بلد، وقياس مستوى التقدم المسجل بالقارة، فضلا عن المساهمة في اعداد سياسات عمومية ناجعة ومحددة الأهداف.
وبخصوص الجائزة التي تمنحها المؤسسة، أوضح المتحدث أن هذه الجائزة تمنح لرئيس دولة استطاع الرقي بمستوى النمو الاقتصادي لبلده وترسيخ مبادئ الديمقراطية، وأبان على مستوى من التميز في ممارسة السلطة، مضيفا أن الحاصلين على هذه الجائزة يعتبرون " أبطالا حقيقيين" للقارة.
من جهتها، أبرزت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، النيجيرية أمينة محمد، أن المجتمعات في حاجة إلى مؤسسات قوية تؤمن بتوفير الخدمات الأساسية سواء المتعلقة بالتربية أو العدالة أو الصحة، مع ضرورة اعتماد هذه المؤسسات على الطاقات الشابة وكفاءات مواردها البشرية حتى تتمكن من ترسيخ المبادئ الديمقراطية.
وسجلت أمينة محمد أن الأممالمتحدة تسعى من خلال عدد من البرامج كالأهداف الانمائية للألفية، إلى تعزيز الثقة بين مكونات المجتمع ومكافحة الارهاب الذي يعتبر دخيلا على المجتمعات، ورفع تحديات تغير المناخ وتجنيب الشباب الانسياق نحو التعاطي للمخدرات والهجرة المستنزفة لطاقاته، فضلا عن إحياء الأمل في نفوس عدد منهم.
أما الرئيس السابق لألمانيا هورست كولر، فاعتبر من جانبه، أن مسألة الثقة في المؤسسات والقيادات تعد من أهم القضايا المطروحة على المستوى الاقتصادي والسياسي بأوربا والولايات المتحدةالأمريكية وبالقارة الافريقية، وذلك بالنظر إلى كون مبدأ الثقة يشكل ركيزة للتعايش والتبادل الاقتصادي في إطار العلاقات الدولية.
وبعد أن أبرز أن الأهداف الانمائية للألفية تشكل أهم إطار سياسي للقرن الحالي لما تتضمنه من توجيهات وارشادات لبناء عالم تسوده المحبة والإيخاء والاحترام المتبادل وتقديس الحق في الحياة، شدد السيد هورست كولر على ضرورة تعزيز الثقة في الأنظمة الديمقراطية وفي القارة الافريقية و بين مكونات المجتمع تطلعا إلى مستقبل زاهر.
تجدر الإشارة إلى أن الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، الذي يشارك فيه شخصيات من عوالم السياسة والأعمال والإعلام والمجتمع المدني من إفريقيا والعالم، تميز بالرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين والتي تلاها مستشار جلالته السيد أندري أزولاي.
وتشكل هذه التظاهرة، التي تتزامن هذه السنة مع احتفال "مؤسسة محمد إبراهيم" بمرور عشر سنوات على اتخاذها موضوع الحكامة الرشيدة في صلب خطابها التنموي الشامل، مناسبة سانحة لإجراء حوار بناء ومستنير وصريح يهدف إلى تعزيز الحكامة الرشيدة والقيادة في إفريقيا.
كما يسعى الملتقى، إلى طرح التحديات التي تواجه القيادة في القرن ال21 ومناقشة التحديات المقبلة والفرص الماثلة أمام القارة الإفريقية. ويستند الملتقى إلى مؤشر "إبراهيم للحكامة في إفريقيا لعام 2016 : عقد من الحكامة في إفريقيا" للنظر في العقد القادم وتحديد المسار للمضي قدما من أجل تطور القارة.
ويشكل هذا الملتقى احتفالا سنويا بارزا تقيمه "مؤسسة محمد إبراهيم" كل سنة في مدينة افريقية، كما يعتبر حدثا للحوار رفيع المستوى حول القضايا التي تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لإفريقيا.
يذكر أن المنتديات السابقة تناولت مواضيع همت "نماذج التغير الحضري الإفريقي"، و"إفريقيا في السنوات الخمسين المقبلة"، و"الشباب الإفريقي"، و"الزراعة الإفريقية " و"التكامل الاقتصادي الإقليمي والإفريقي".