بعد ردود الفعل القوية التي أثيرت حول إلغاء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الجزائر، بسبب الوضع الصحي الحرج لبوتفليقة، جاءت تصريحات وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي بالجمهورية الإيرانية رضا صالح أميري، الذي زار الجزائر الاسبوع المنصرم، لتثير جدلا واسعا بشأن التعاون المشترك بين البلدين ل"التصدي للإرهاب والجماعات التكفيرية". وأثارت تصريحات وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، رضا صالحي أميري، حول مساع لإقامة "تعاون" بين الجزائروإيران في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، ردود فعل متضاربة، حيث عبّرت الخارجية الجزائرية عن استيائها من طريقة تناول وسائل الإعلام الإيرانية زيارة وزير الثقافة الإيراني إلى الجزائر، الأسبوع الماضي.
وذكرت الخارجية الجزائرية أن ما نقل عن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني "لا يعدو كونه نقلا غير سليم واستنتاجا غير مطابق لحقيقة ما تم تداوله من مواضيع وما ورد من تصريحات خلال هذا اللقاء".
وكان رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، قد استقبل يوم الأربعاء المنصرم، في الجزائر العاصمة، رضا صالحي أميري، الذي أدى زيارة عمل وصداقة إلى الجزائر، حسب ما جاء في بيان لرئاسة مجلس الوزراء الجزائري .
وكان لوزير الثقافة الإيراني، لقاء بنظيره الجزائري عز الدين ميهوبي، وآخر مع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، بوعبد الله غلام الله، حيث أفاد غلام الله أنه تم الاتفاق على عقد لقاءات بين علماء من البلدين بهدف بحث السبل التي يمكن من خلالها التصدي ل"الجماعات التكفيرية والمتعصبة". وكان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، بوعبد الله غلام الله، والذي كان يتولى وزارة الشؤون الدينية، قد هاجم سابقا "التمدد الشيعي" في الجزائر و"محاولات زعزعة وحدة المجتمع الجزائري".
ويرى الملاحظون ان الجزائر، وفي عز الأزمة التي تتخبط فيها والمأزق الذي تعيش فيه، تحاول اللعب بالنار من خلال التقرب من إيران التي تعرف علاقاتها توترا شديدا مع الدول الخليجية ودول الشرق الأوسط خاصة بعد دخولها كطرف في الحرب الدائرة في العراق وسوريا..
إلا ان النظام الجزائري، وفي محاولة لإبعاد تهم التعاون مع نظام الملالي، يسارع دائما إلى نفي ما تم الاتفاق حوله مع المسؤولين الايرانيين مباشرة بعد تسريب مضامين اللقاءات التي تعقد بين مسؤولي البلدين، وهو ما فعلته وزارة الخارجية الجزائرية التي سارعت إلى نفي ما نشر من أخبار حول تصريحات وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني عقب لقائه مع كل من عبد المالك سلال ووزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، وهو ما يكشف عن حربائية نظام العسكر الذي يحاول الهروب إلى الامام من خلال نهج سياسة "خالف تعرف" رغم انه يعرف أن ذلك لن يؤدي به إلا إلى الباب المسدود، بعد ان سدت عليه كل الأبواب وأضحى منعزلا على المستوى العالمي..