أكد الخبير البيروفي في العلاقات الدولية، كريستيان راميريث إيسبينوثا أن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي تدشن عهدا جديدا بالنسبة للقارة السمراء. وقال الكاتب الصحافي والخبير القانوني، في مقال رأي نشر مؤخرا بالصحيفة البيروفية "أكيتودا لافيرداد" تحت عنوان "المغرب يعود إلى الاتحاد الافريقي "، أن "المملكة حتى وإن كانت قد غادرت منظمة الوحدة الافريقية قبل 33 عاما، فإنها لم تكن أبدا بعيدة عن القضايا الافريقية"، مشيرا إلى أن "المغرب بصم على حضور لافت وغير منقطع على مستوى التعاون جنوب جنوب".
وأبرز راميرث مساهمة المغرب في تسوية النزاعات التي تعرفها العديد من بلدان افريقيا من خلال المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، متوقفا عند أشكال التضامن والمساعدات الانسانية التي ما فتئت المملكة تقدمها، بالاضافة إلى المنح الدراسية والتكوينات الأكاديمية التي يستفيد منها العديد من الطلبة الأفارقة في المعاهد والجامعات المغربية.
و أضاف أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قام وعلى مدى السنوات الأخيرة بزيارات متكررة إلى نحو 25 بلدا افريقيا، تم خلالها ارساء روابط الثقة والصداقة مع العديد من الزعماء الأفارقة، مسجلا في هذا السياق، أن جلالة الملك، خلال هذه الزيارات، يعاين عن قرب المشاكل التي يعانيها كل بلد ويساهم جلالته في إيجاد حلول لهذه المشاكل.
وأكد راميريث أيضا في مقاله أن المغرب أصبح أول مستثمر في افريقيا الغربية، وثاني مستثمر على المستوى القاري، في وقت تعمل فيه شركة الخطوط الملكية المغربية على تأمين رحلات نحو 22 وجهة في القارة السمراء.
وعلى صعيد آخر، أبرز كاتب المقال أن جلالة الملك حرص من موقعه كأمير للمؤمنين على إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.
من جهة أخرى، توقف الخبير البيروفي عند مبادرة المملكة تسوية وضعية المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب ، إذ مكنت المرحلة الأولى من تسوية وضعية وإدماج نحو 25 ألف مهاجر.
وخلص إلى أن النشاط الديبلوماسي المكثف لجلالة الملك كان على قدر كبير من الأهمية، وأظهر أن الاندماج بين شعوب المنطقة بات توجها لارجعة فيه، وهو ما حدا بغالبية البلدان الافريقية إلى المطالبة بعودة المغرب إلى مكانه الطبيعي داخل المؤسسة الافريقية.