اعتبرت وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز" أن الديبلوماسية المغربية "الناجحة" التي يقودها جلالة الملك محمد السادس مكنت المغرب من استعادة مكانه داخل الاتحاد الافريقي. وأبرزت الوكالة، في مقال تحت عنوان "يوم تاريخي بالنسبة لافريقيا.. المغرب يعود إلى الاتحاد الافريقي"، أن المغرب، الذي كان قد غادر منظمة الوحدة الافرقية منذ أزيد من ثلاثة عقود، "لم يكن أبدا، وبأي شكل من الأشكال، بعيدا عن القضايا التي تخص الشأن الافريقي"، بل بصم على حضور لافت على مستوى التعاون مع البلدان والشعوب الافريقية.
وتوقف كاتب المقال، الأكاديمي والخبير الأرجنتيني في العلوم السياسية، أدالبيرتو كارلوس أغوزينو، عند سلسلة من المبادرات التي قامت بها المملكة في هذا الاتجاه، ومن جملتها تخصيص منح دراسية للعديد من الطلبة الأفارقة بهدف تمكينهم من تكوين أكاديمي ومهني يؤهلهم لتقديم أحسن الخدمات ببلدانهم.
كما أن المغرب، تضيف الوكالة، ساهم في فض النزاعات المسلحة التي تعرفها العديد من بؤر التوتر في القارة السمراء من خلال المشاركة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بالاضافة إلى كون "المملكة لم تبخل بجهودها الديبلوماسية في المساهمة، بكل التزام وتضامن، في إيجاد حلول سلمية من شأنها أن تعيد الأمن والاستقرار للبلدان التي تعاني من اضطرابات".
وأبرزت "طوطال نيوز" أنه وعلى مدى السنوات الأخيرة قام جلالة الملك محمد السادس بزيارات متكررة إلى نحو 25 بلدا افريقيا، تم خلالها ارساء روابط الثقة والصداقة مع العديد من الزعماء الأفارقة والتوقيع على مئات الاتفاقيات همت مختلف المجالات، مضيفة أن جلالة الملك اطلع خلال هذه الزيارات على المشاكل التي يعانيها كل بلد وساهم، في حدود الامكانات التي تتوفر عليها المملكة، في إيجاد حلول لهذه المشاكل.
وتابعت الوكالة أن المغرب أصبح أول مستثمر في افريقيا الغربية، وثاني مستثمر على المستوى القاري، في وقت تعمل فيه شركة الخطوط لجوية الملكية المغربية على تأمين رحلات نحو 22 وجهة في القارة السمراء.
وفي الحقل الديني، شدد كاتب المقال على أن جلالة الملك حرص على محاربة التأويلات المغلوطة حول الدين الاسلامي من خلال إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.
وبعد أن أبرزت الوكالة الارجنتينية الخطوة التضامنية التي أطلقتها المملكة بخصوص تسوية وضعية نحو 25 الفا من المهاجرين غير الشرعيين المنحدرين من بلدان افريقيا جنوب الصحراء، سجلت أن كل هذه المبادرات خلقت الظروف المواتية لتطالب العديد من البلدان بعودة المغرب إلى أسرته الافريقية.
كما توقفت بشكل مستفيض عند مضامين الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس أمس الثلاثاء، بأديس أبابا أمام القمة ال28 للاتحاد الإفريقي والذي أكد فيه جلالته أن "المغرب لا يدخل الاتحاد الإفريقي من الباب الضيق، وإنما من الباب الواسع".