استفاد حوالي عشرون نزيلا سابقا بالسجن المحلي بسلا، من بينهم امرأة، اليوم الثلاثاء، من إعانات موجهة لإنجاز مشاريع صغيرة، وذلك بمبادرة من مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، وبدعم من الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ومؤسسة التوفيق للتمويلات الصغرى. وأوضح منسق العملية وعضو مجلس إدارة المؤسسة، عز الدين بلماحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال لقاء خصص لتوزيع إعانات على معتقلين سابقين بمركز التربية والإصلاح بسلا، أن هذه العملية، التي تتطلب مبلغا إجماليا قدره 231 ألف و500 درهم كرأسمال متداول، تهم إطلاق 17 مشروعا مدرا للدخل لفائدة الدفعة الخامسة من المستفيدين من المشاريع الصغرى للتشغيل الذاتي، وذلك بهدف تسهيل إعادة إدماجهم في النسيج السوسيو-اقتصادي.
وكشف بلماحي عن الانعكاسات الإيجابية لهذه المبادرة الرامية إلى ضمان إعادة إدماج فعلية للمستفيدين في النسيج الاجتماعي والاقتصادي وإعدادهم داخل المؤسسة السجنية على أساس مشروع عيش من جهة، وخارجها في إطار مراكز المواكبة ما بعد العقوبات السجنية حتى لا يتم تسجيل حالات عود إلى امتهان الجريمة.
وأبرز، في هذا الصدد، أن الغاية الأساسية لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تتجلى في إعداد النزلاء لإعادة الإدماج في وسط العمل، وذلك بتشغيلهم في شركات مواطنة أو مواكبتهم في إنجاز مشروع صغير للتشغيل الذاتي.
وأضاف أن "المؤسسة تسخر برنامجا مندمجا داخل المؤسسات السجنية من أجل إعداد ووضع كل الأدوات رهن إشارة السجناء التي من شأنها تأمين حياة أفضل لهم، حتى يصبحوا، بعد إطلاق سراحهم، أشخاصا يحترمون القانون ويسهمون في تنمية بلادهم".
وأكد المسؤول أن نسبة حالات العود إلى امتهان الجريمة أصبحت في تراجع مستمر، أي بين 3 و4 في المائة من عينة تضم حوالي 6 آلاف سجين، وذلك بفضل برنامج إعادة التأهيل الاجتماعي والمهني للسجناء الذي تعتمده المؤسسة، مسجلا أن "استراتيجية إعادة الإدماج الاجتماعي والمهني، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعد استراتيجية واعدة تنبئ بغد أفضل، حتى يغدو السجن فعليا فضاء للإعداد لإعادة الإدماج وليس فضاء للعقاب".
وقال إن مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تطمح أن تجعل من المؤسسة السجنية فرصة ثانية لارتياد المدرسة بالنسبة للذين لم يحظوا بهذه الفرصة قبل أن يتم اعتقالهم.
وأعرب لحسن، وهو سجين سابق، عن سعادته لكونه أحد المستفيدين من المشاريع الصغرى في إطار هذه المبادرة التي مكنته من تغيير الظروف التي كان يعيش فيها.
وأوضح أنه سيحصل ، بفضل هذا المشروع، على مدخول قار سيمكنه من حل المشاكل التي كان يتخبط فيها ، مسجلا أنه استفاد من مواكبة وتوجيه مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.
ويتعلق الأمر بمشاريع تتوزع على مجموعة من المهن من قبيل البقالة والميكانيك وبيع الأسماك، إلى جانب العديد من الخدمات، من بينها بيع الملابس الجاهزة والهواتف النقالة والعطور.