شهدت السواحل المغربية الإسبانية فاجعة إنسانية جديدة، وذلك يومي الجمعة والسبت الماضيين بعد وفاة 7 مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء غرقا، من بينهم شاب مغربي، واختفاء آخرين كانوا على متن "قاربي موت"، كان قد خرجا من السواحل المغربية، أحدهما من مدينة طنجة، يومي الخميس والجمعة الماضيين، حسب ما أوردته مجموعة من المواقع الإعلامية الإسبانية. صحيفة "دياريو قاديس" الإسبانية كشفت، أن يوم السبت كان مأسويا في جبل طارق، وأن الحصيلة سوداء ويمكن أن تسوء أكثر، إذ تم انتشال 7 جثث، علاوة على اختفاء 8 آخرين يمكن أن يلفظهم البحر في أي لحظة.
هذا، فيما تم فقط إنقاذ حياة 6 مهاجرين من أصل 21 شخصا كانوا على متن قاربين”.
المصدر ذاته أضاف، أن الجثث ال7 المنتشلة تعود إلى أربعة رجال، واحد منهم مغاربي، وشابتان إفريقيتان، كما أوضحت المصادر أن المحققين الإسبان يعتقدون أن الهالك مغاربي لم يكن ضمن المهاجرين الأفارقة الذي كانوا على متن القاربين، يرجح أنه من بين القاصرين المغاربة غير المصحوبين الذين يتسللون من موانئ الشمال المغرب إلى موانئ الجنوب الإسباني، مختبئين في محركات السفن التي تربط بين البلدين، إذ يمكن أن يكون انزلق إلى الماء دون أن ينتبه إليه طاقم السفينة ويلقى حتفه غرقا.
وتشير المعطيات الأولية، إلى أن منظمة غير حكومية تلقت صباح يوم الخميس الماضي اتصالا من مهاجرة إفريقية كانت على متن قارب خرج من المغرب، لتقوم المنظمة بدورها بإبلاغ مصالح الإنقاذ بالبحرية الإسبانية والمغربية اللتين خرجتا بدورهما، حينها، لتحديد موقع القاربين، لكن العملية لم تسفر عن أي شيء.
وحسب المعطيات الرسمية الإسبانية، فإن ذلك القارب المقصود يمكن أن يكون على متنه 11 شخصا، من بينهم 8 رجال وامرأتين ورضيع.
وتلقت المصالح الإسبانية، الجمعة الماضي، اتصالا من طاقم قارب ثان يشتكون من مشكل يواجههم في أعماق البحر، ويعتقد أن القارب خرج من سواحل مدينة طنجة وعلى متنه 10 مهاجرين، من بينهم 7 رجال و3 نساء.
هذا القارب الثاني ظهر قرب سواحل مدينة سبتةالمحتلة وعليه 8 أشخاص، فيما اختفى اثنان، فيما لم يظهر أي أثر للقارب الأول إلى حدود مساء يوم الأحد.
على صعيد متصل، خرجت الحكومة الإسبانية عن صمتها واعترفت بوجود قتلى من بين المهاجرين، كما أشارت إلى أن شبكات تهريب البشر بين المغرب وإسبانيا هي المسؤولة عن هذه الوفيات، مُعربة في الوقت نفسه عن مخاوف من تفاقم الأزمة.
تحقيق آخر لصحيفة “إلموندو” الإسبانية أرجع مأساة المهاجرين بين المغرب وإسبانيا إلى تشديد البلدين الخناق والمراقبة على المهاجرين في الشمال المغربي، موضحة إلى أن إغلاق كل المنافذ البرية أمامهم في التسلل إلى سبتة أو مليلية المحتلتين يدفع الأفارقة إلى ركوب البحر.