دعا الوفد البرلماني المغربي الذي قام بزيارة عمل إلى الشيلي في الفترة الممتدة من 9 إلى 13 يناير الجاري إلى إطلاق منتدى برلماني إفريقي-أمريكي لاتيني. وقال رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش الذي ترأس الوفد، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الزيارة مكنت الوفد المغربي من تقديم مبادرة إطلاق منتدى برلماني إفريقي- أمريكي لاتيني، وهو المقترح الذي حظي بتأييد البرلمان الشيلي بمجلسيه.
وأضاف أن هذه المبادرة تروم إطلاق دينامية جديدة من خلال هذا المنتدى الذي يسعى إلى تعميق الحوار السياسي بين بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والترافع حول القضايا العادلة لشعوب القارتين، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على أن يضطلع البرلمان المغربي ونظيره الشيلي بدور ريادي في إطلاق دينامية هذه المبادرة.
وحسب بن شماش، فإن الزيارة كانت متميزة على كثير من الأصعدة، لاسيما وأنه تم خلالها تنظيم العديد من اللقاءات وجلسات العمل مع عدد من الوزراء والمسؤولين عن قطاعات الداخلية والخارجية والدفاع والطاقة والاقتصاد والفلاحة والبيئة والثقافة، بالاضافة إلى رئيسي مجلسي النواب والشيوخ بهذا البلد الجنوب أمريكي.
ولكن بالمقابل، اعتبر بن شماش أنه تمت إضاعة الكثير من الفرص خلال السنوات الماضية على اعتبار أن الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الشيلي سنة 2004، وهي أول زيارة لرئيس دولة عربي إلى هذا البلد الجنوب أمريكي، كانت قد فتحت آفاقا واعدة جدا لتطوير العلاقات بين المغرب والشيلي في اتجاه إقامة شراكة نموذجية منتجة ومربحة ليس فقط بالمعنى الاقتصادي ولكن أيضا على المستوى السياسي والحضاري.
وأشار إلى أنه منذ سنة 2004 تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم غير أن جزءا كبيرا منها لم يتم تفعيله، مشددا على ضرورة أن تتم ترجمة هذه الاتفاقيات إلى برامج عمل على أرض الواقع، خاصة وأن الشيلي تعلق آمالا كبيرة على تطوير علاقاتها مع المملكة المغربية.
وفي السياق ذاته، أكد على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام لمركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو (460 كلم شمال سانتياغو) والنهوض بهذه المعلمة الحضارية حتى يتسنى لها الاضطلاع بدورها في ضمان إشعاع المغرب وحضوره في قارة أمريكا اللاتينية.
من ناحية أخرى، أبرز رئيس مجلس المستشارين أنه خلال زيارة الوفد المغربي إلى الشيلي جدد المسؤولون الحكوميون والبرلمانيون بهذا البلد تأكيدهم على الموقف التابث للشيلي بخصوص الوحدة الترابية للمملكة.
وفي تقدير بن شماش، فإن الزيارة مكنت من بلورة رؤية تحمل تطابقا كبيرا في وجهات النظر حول خارطة الطريق التي يتعين الاشتغال عليها على مدى الخمس سنوات المقبلة من أجل توفير الشروط التي من شأنها تمكين العلاقات الجيدة بين الشيلي والمغرب من أن تتطور أكثر على اعتبار أن البلدين يمثلان قوتين صاعدتين بمنطقتيهما.
بالاضافة إلى ذلك، اعتبر بن شماش أن نموذج الشيلي في الانتقال الديمقراطي والتطور الاقتصادي يحظى بتقدير على نطاق عالمي، تماما كما هو الشأن بالنسبة للمملكة التي تعد قوة صاعدة في منطقة شمال إفريقيا ومنصة انطلاق نحو عمقها الافريقي، وذلك بالنظر إلى أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس أحرز خطوات لافتة على مستوى الحضور بالقارة السمراء.
وأكد رئيس مجلس المستشارين أن العلاقة بين البرلمان الشيلي ونظيره المغربي تمت مأسستها من خلال التوقيع على اتفاقية "تكتسي أهمية كبيرة ليس فقط لكونها تشكل أرضية لتفعيل مشاريع حقيقية على أرض الواقع، ولكن لكونها ستضيق الخناق على خصوم الوحدة الترابية وتقطع الطريق أمام مناوشاتهم بالبرلمان كما تم التعبير عن ذلك بدرجة كبيرة من الوضوح، من قبل مسؤولي المؤسسة التشريعية" خلال جلسات العمل التي عقدها وفد مجلس المستتشارين بمقر البرلمان الشيلي بفالبارييسو (120 كلم عن العاصمة سانتاغو).
وخلص بن شماش إلى أن مرحلة جديدة قد تم تدشينها في اتجاه الرقي بمستوى العلاقات بين المغرب والشيلي إلى شراكة نموذجية قائمة على تعاون يرتكز على أساس مبدأ رابح- رابح في إطار العلاقات بين بلدان الجنوب.