قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن زيارة وزير الداخلية الاسباني لمنطقة موقعة أنوال سلوك غير مقبول، مؤكدا في السياق ذاته استدعاء الرباط للسفير الاسباني لمطالبته بتوضيحات حول الزيارة، ومسجلا قلق الحكومة المغربية من التصريحات التي أدلى بها بخصوص معركة أنوال.
وأكد الخلفي، الذي كان يتحدث أمس الخميس في ندوة صحفية عقب المجلس الحكومي، على ضرورة التنسيق بين الحكومة المغربية والاسبانية في مثل هذه القضايا.
وتعد معركة أنوال، التي وقعت بتاريخ 21 يوليوز 1921 بإقليم الدريوش، من أهم المعارك التي شهدها العالم الحديث في القرن العشرين. وقد خاضها عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الإسباني معتمدا في ذلك على حرب شعبية كان، لها صيت عالمي كبير.
و تعتبر معركة أنوال محطة أساسية في حرب الريف، حيث مثلت منعطفا في الصراع مع الغزاة انتقل بعدها الريفيون من الدفاع إلى الهجوم، وكانت كذلك حدا فاصلا بين مرحلتين، مرحلة ساد فيها اليأس من مواجهة المستعمر ومرحلة توحدت فيها القوى الريفية لدحض الاستعمار وإعادة بناء المجتمع الريفي، وبعد هذه الهزيمة النكراء، تراجعت الجيوش الإسبانية المهاجمة وتمركزت بمدينة مليلية بينما حظيت حركة المجاهدين بمساندة العديد من الهيآت والحركات التحررية في العالم.
وقد منيت قوات الاستعمار الاسباني، خلال معركة أنوال، بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وأربكت الحرب الريفية حسابات الاحتلال الأجنبي الذي اهتزت أركانه واضطر بذلك للتفاوض مع المجاهدين لحفظ ماء وجهه. وبالرغم من تحالف قوات الاستعمارين الإسباني والفرنسي، استطاع البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي وأتباعه الصمود في وجه قوات الظلم والطغيان لمدة سنة كاملة، دخل خلالها في مفاوضات معهما فعقدت عدة اجتماعات مع القوتين المتنافستين، أسفرت عن قبول شرط إيقاف الحرب الريفية دون تسليم الأسلحة.