كشفت وسائل إعلام ألمانية عن العثور على بطاقة هوية تعود لمواطن تونسي يبلغ من العمر 23 عاما، داخل الشاحنة التي اُستخدمت في هجوم الدهس ببرلين، الاثنين الماضي. وحسب وسائل الإعلام، بدأت الشرطة البحث عن المشتبه به "أنيس ا." من مواليد مدينة تطاوين عام 1992، ويعتقد أن الوثيقة التي تم العثور عليها عبارة عن بطاقة هوية مؤقتة لطالب لجوء.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر أمنية في ألمانيا أن الشرطة أوقفت مشتبها به بالتورط في هجوم الدهس ببرلين، وبعد استجوابه تم الإفراج عنه مباشرة. وهذا يعني أن منفذ جريمة الدهس لايزال طليقا.
ولم تكشف المصادر عن الدور المحتمل للمشتبه به الجديد، وذلك بعد أن أفادت وسائل إعلام بالعثور على أدلة في قمرة الشاحنة تؤكد وقوع عراك بين الإرهابي منفذ الهجوم وسائق الشاحنة(بولندي) التي اُستخدمت لتنفيذ عملية الدهس.
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية، أن نتائج تشريح جثة السائق البولندي القتيل، لوكاش أوربان، البالغ من العمر 37 عاما، تدل على أنه بقي على قيد الحياة، حتى بداية الهجوم، وحاول انتزاع مقود الشاحنة من يدي المهاجم.
ويعتقد المحققون أن الإرهابي كان يهدد سائق الشاحنة بسكين، ويضربه، وقتله في نهاية المطاف بإطلاق النار عليه.
يذكر أن الشرطة الألمانية عثرت على جثة أوربان داخل الشاحنة المحملة بقضبان حديدية، بعد هجوم الدهس الذي استهدف مساء الاثنين الماضي متسوقين في برلين بسوق أقيم قرب إحدى الكنائس بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة.
بدورها ذكرت وسائل إعلام بولندية أن لوكاش أوربان، أبدى مقاومة شرسة للإرهابي وحاول منعه من الاستيلاء على الشاحنة.
ونقل التلفزيون البولندي، اليوم الأربعاء 21 ديسمبر ، عن أريال جورافسكي، أحد أقرباء أوربان، وصاحب الشركة التي تملك الشاحنة وتنظم إرسال شحنات من بولندا إلى ألمانيا، أن جثة القتيل لوكاش أوربان تحمل آثار إصابات كثيرة، ما يؤكد أنه قاوم المعتدي، الذي قتله في نهاية المطاف بطلقة من سلاح ناري خفيف العيار وسيطر على الشاحنة.
وقال جورافسكي تعليقا على صور لجثة القتيل قدمتها الشرطة الألمانية: "من الواضح أنه خاض المعركة دفاعا عن حياته. وكان وجهه كله منتفخ ومغطى بالدماء".
وحسب بيانات الشرطة الألمانية، مازال منفذ الهجوم الإرهابي، طليقا حتى الآن، إذ تم الإفراج عن مشتبه به باكستاني أوقفه الأمن فور وقوع الهجوم وتبين فيما بعد عدم ضلوعه بعملية الدهس. ولم تقدم الشرطة أي تفاصيل حول المهاجم الحقيقي. وأسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 آخرين.(