عندما تحصل هفوة عرضية وغير مقصودة خلال البث ، سواء في قناة " ميدي 1 تيفي" او في اذاعة ميدي 1، على غرار ما قد يحدث يوميا في كل تلفزات وإذاعات العالم، وعوض المطالبة بإقالة الصحفي صاحب الخطأ أو محاسبته أو استفساره، يتجه المتكالبون المتكسبون والحاقدون المدسوسون، إلى أسلوب الكيد والحقد والتشفي، فيسارعون مباشرة إلى المطالبة المضحكة والسوريالية بإقالة حسن خيار. وسبحان الله كيف لا يطلبون نفس الشيء، لمن يرأسون قنوات أخرى، مستواها المهني اقل بكثير من مستوى "ميدي 1تيفي " واذاعة " ميدي 1"، وأخطاؤها وخطاياها اليومية ومنذ زمن طويل، ذائعة الصيت، و يشيب لهولها الولدان. وكيف يشن البعض حملات مغرضة على زملاء محترمين، مشهود لهم بالكفاءة والمصداقية والتجربة الطويلة في العمل الصحفي، وفي الإخلاص والتضحية من اجل المهنة، فقط لان المدير العام الجديد للقناة استقدمهم من إذاعة ميدي 1، لتعزيز فريق "ميدي 1 تيفي"، وهل يملك هؤلاء المتنطعون عقلا أو أخلاقا، حتى يستكثروا على صحفي إذاعي قدير ومحترم من "إذاعة ميدي 1 " مثل إبراهيم الغربي، تكليفه من طرف حسن خيار، بتقديم برنامج سياسي حواري في قناة ميدي 1 تيفي ؟ هل ضاقوا ذرعا الى هذا الحد بزميل مفيد لهم وللقناة، لو كانوا يعلمون.
لعل مشكلة السيد حسن خيار، انه رجل جدي وحازم، ومداوم على العمل، ولم يكن في حسبانه انه سيواجه كل هذه الكتائب المسلحة بقاموس البهتان، فقط لأنه جاء بمشروع تعزيز وتقوية دور قناة "ميدي 1 تيفي"، ليجعل منها قناة إخبارية حقيقية وبالكامل، راغبا في الإعلاء من مبادىء النجاعة والفعالية والمردودية، وضبط الحكامة، وترشيد التدبير المالي والإداري داخل القناة، خاصة وانه بمجرد وصوله للقناة، أنجز مسحا وافتحاصا دقيقا، وفر معطيات محددة حول وضعية القناة، وشخص الاختلال المسجلة، لكنه لم يكشف عنه بالتفاصيل، وربما يكون فضل أن يمر للعمل البديل، دون ضجيج . فيا ليته عرى ما وجد من أمور فظيعة، وكشف للعموم، سوءات من يرجمونه اليوم بالشتيمة والتشنيع، سواء كانوا من داخل القناة آو من خارجها .
وهاهو الرجل الآن، يدفع ثمن حكمته وصمته، وهاهو سلفه المدير العام السابق ينسحب في صمت وهدوء ويختال في النعيم الذي جناه، ولا احد يتحدث عن سيرته ، ولا احد يتكلم عن ثقب كبير من مخلفاته، قيل انه عجز بحجم الملايير، تكشفت بعض معالمه في تقرير صحفي نشرته مجلة " تيل كيل "، دون أن يتبعها احد في تناول نفس الموضوع . فهل تكون الحملة على خلفه حسن خيار، ترمي الى التعتيم على النقاش الحقيقي حول الموضوع في الصحافة، وستر سوءات الماضي ، وردع المدير العام الجديد من الذهاب بعيدا في بعض الملفات ؟
سؤال نطرحه على دعاة المهنية المفترى عليها، وتجار الصحافة الذين يسكتون عن المنكر الحقيقي ، لأنهم كانوا مستفيدين من ريعه، ويتصدون للشرفاء، فقط لأنهم ليسوا على شاكلتهم، أو يَرَوْن فيهم تهديدا لمصالحهم وامتيازاتهم ومنافعهم التي لا يستحقونها أصلا.
من الثابت أن حسن خيار الذي تدرج في عدة مسؤوليات إدارية ومالية مهمة، قبل أن يتولى بنجاح مهمة إدارة إذاعة البحر الأبيض المتوسط "ميدي 1 "، هو رجل خبر مسارات التدبير، وتحصل لديه رصيد محترم من التجربة والعلاقات، في مجال الاتصال والإعلام والإشهار، وأصبح يمتلك حسا سياسيا واضحا ، يدركه كل من جالسه. لكن بالمقابل، بات واضحا انه لا يمتلك أخلاق السوء والغدر، التي خيمت للاسف على المشهد السمعي البصري في بلادنا، وجعلت صفوف الرداءة والإسفاف، والضحالة والجشع، والارتشاء والزبونية والعدوانية، والدخلاء والطفيليون والسماسرة ، تتسرب الى هذا المشهد وتغمره، بكل السلوكيات الفاسدة التي ترافقها، وما تفرزه من تعفن في الذمم، واستباحة لكل القيم والأخلاق والضوابط، فقط من اجل جني الأموال أو بلوغ المناصب أو الفوز بالصفقات .
في الحلقة المقبلة ، سنشرح للسيد حسن خيار ، كيف يتعين عليه ان ينظر الى نفسه جيدا في المرآة ، ونقصد مرآة الضمير، ويتصرف على ضوء ذلك، طبقا لمقتضيات الواجب وروح المسؤولية ، وان يمتلك شجاعة فضح كل هؤلاء الذين ينبحون عليه اليوم من نوافذ مختلفة، وهم إما من أولئك الذين يتسترون على ضعفهم المهني، أو ممن لا تهمهم إلا مصالحهم ومنافعهم، ولا علاقة لهم على الإطلاق بالدفاع عن صحفيي القناة، ولا بمصلحة القناة وسمعتها، ولا بصورة بلاد ناهضة، يسعى ملك البلاد بشجاعة وإقدام، ويبذل قصارى جهده، لكي يجعلها في وضع متقدم، ضمن خرائط عالم اليوم .