ازدانت مدينة أنتسيرابي (170 كلم جنوب العاصمة الملغاشية مدغشقر)، اليوم الأربعاء، بألوان المغرب، وهي تخصص استقبالا رسميا وشعبيا حماسيا حارا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يقوم بزيارة رسمية لجمهورية مدغشقر. فعلى طول الطريق التي عبرها الموكب الملكي، عبر شوارع المدنية، خرج الآلاف من أبناء الشعب الملغاشي ، لاستقبال جلالة الملك ، ضيف البلاد الكبير، والتعبير عن سعادتهم وفرحتهم باستضافته بين ظهرانيهم.
ووسط عبارات التحايا والترحيب بمقدم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انتصبت الأعلام المغربية والملغاشية على طول الشوارع والأزقة، تأكيدا على عمق وقوة علاقات الصداقة والأخوة النموذجية القائمة بين المغرب ومدغشقر.
وحرصت السلطات الملغاشية على أن تبدو مدينة أنتسيرابي، في أبهى حلة وأجمل زينة، تعبيرا منها عن سعادتها بهذه الزيارة الاستثنائية والتاريخية التي تؤرخ لمرحلة جديدة في مسار العلاقات المغربية الملغاشية المتميزة.
واعتبر عدد من المواطنين الملغاشيين أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأنتسيرابي خاصة، ومدغشقر بشكل عام، تحمل في طياتها حمولة رمزية وسياسية قوية، وتشكل امتدادا منطقيا وطبيعيا للعلاقات التي نسجت أواصرها بين البلدين على مدى عقود من الزمن.
وتذكر سكان مدينة أنتسيرابي ، ولاسيما منهم كبار السن، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، بكثير من التأثر والحنين، جلالة المغفور له محمد الخامس، الملك الانسان ورجل البر والإحسان، الذي كان حريصا بالرغم من معاناته مع قساوة المنفى بالمدينة، مد يده البيضاء نحوهم لمساعدتهم على تجاوز ضائقتهم.
واستحضروا في هذا السياق حرص الملك الراحل على توزيع وجبات غدائية على سكان أنتسيرابي في مسجد المدينة.
وتذكر إسحاق عثمان (84 سنة)، الذي جايل المغفور له الملك محمد الخامس، وهو يغالب دموعه وتأثره الشديد، كرم جلالة الملك محمد الخامس إبان فتره نفيه بأنتسيرابي، والتي شكلت مرحلة مضيئة وفارقة في تاريخ العلاقات المغربية الملغاشية.
من جهته، عبر فاروق جوليان، إمام (مسجد محمد الخامس) عن فرحته الغامرة وسعادة الملغاشيين العامرة وهم يستقبلون جلالة الملك محمد السادس حفيد الملك الراحل محمد الخامس. وقال ، وعينه تشع فرحة وبهجة "إننا جميعا سعداء للغاية بهذه الزيارة التاريخية".
أما السيد إسحاق حاسيم، رئيس لجنة تدبير المسجد، فأكد من جانبه أن حلول صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم بين ظهرانيهم يعد حدثا سعيدا لطالما انتظره الشعب الملغاشي بكل شوق ولهفة، مشددا على أن سكان أنتسيرابي يتطلعون منذ زمن إلى استقبال أمير المؤمنين الذي ما فتئ يبذل الجهود الحثيثة من أجل إعلاء قيم السلام والتسامح.