اجتمع عشرات المسيحيين في كنيسة الطاهرة الكبرى في مدينة قرة قوش (بغديدا) شمالي العراق للاحتفال بقداس الأحد، لأول مرة منذ تحرير المدينة من أيدي تنظيم "داعش". وتظهر لقطات صورت من داخل الكنيسة، أمس الأحد 30 أكتوبر، مدى الدمار الذي لحق بالمبنى من الداخل، وذلك خلال العامين التي بقيت فيها المدينة تحت سيطرة الإرهابيين.
وتقع قرة قوش المعروفة باسم"مدينة الكنائس العشر" جنوب غربي الموصل وتعد أكبر البلدات المسيحية في العراق. وتمكنت القوات العراقية من تحريرها قبل أيام من "داعش" الذي كان قد سيطر عليها في غشت 2014 ما أجبر عشرات الآلاف من سكانها على النزوح.
وكان عدد سكان قرة قوش عام 2014 نحو خمسين ألف نسمة ولم يتمكنوا من العودة قبل أشهر عدة، أي بعد تنظيفها تماما من الألغام.
وقال مطران السريان الكاثوليك في الموصل وقرة قوش بطرس موشي: "بعد عامين وثلاثة أشهر على ترك المدينة، أعود إليها لاحتفل بالقداس الإلهي في كاتدرائية الحبل بلا دنس التي أراد تنظيم الدولة الإسلامية تدميرها. إلا أنها كانت دائما في قلبي".
وأقام المطران القداس بالعربية والسريانية أمام طاولة استخدمت كمذبح، فيما كانت غالبية المصلين من المقاتلين المسيحيين في قوة سهل نينوى.
ولا تزال الكاتدرائية تحمل آثار الحريق الذي أشعله الإرهابيون قبل انسحابهم من المدينة. كما دمروا جرس الكاتدرائية وحطموا تماثيل القديسين.
ورفع المصلون صليبا خشبيا جديدا على سطح الكاتدرائية كما وضعوا أيقونة على المذبح، وقام بعضهم بإضاءة الشموع في إحدى زوايا الكاتدرائية.
وقام المطران بزيارة الكنائس الأخرى في المدينة وكان يرش المياه المقدسة في أنحائها وهو يحمل صليبا في يده.
وقبل بدء القداس عثر المقاتلون المسيحيون على مسنتين داخل أحد المنازل. وقالت إحداهما "بقينا هنا طيلة احتلال تنظيم "داعش" للمدينة وكانوا يحضرون إلينا الطعام".
كما صادف القداس الأول في قرة قوش إحياء ذكرى ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة ببغداد منذ 6 سنوات.
ووقعت المجزرة، التي راح ضحيتها قرابة 60 شخصا، يوم الأحد 31 أكتوبر عام 2010، عندما اقتحم مسلحون من تنظيم "دولة العراق الإسلامية" كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك بالكرادة في بغداد أثناء أداء مراسم القداس. انتهت الأزمة بتفجير المسلحين لأنفسهم وقتل وجرح المئات ممن كانوا بداخل الكنيسة.