أغرب ما كشفت عنه لوائح حزب العدالة والتنمية، المحلية منها والوطنية (سواء تلك المخصصة للشباب أو النساء)، هو تواجد أفراد عائلات وأسر زعماء الحزب موزعين على هذه اللوائح بشكل لا يخلو من دقة وتخطيط.. وعلى رأس المرشحين باسم حزب المصباح، نجد أفراد أسرة رئيس الحكومة باستثناء ثلاثة منهم، كان بإمكان بنكيران أن يضيفهم للوائح حزبه لولا ظروف ووضعيات كل واحد منهم، فإبنته الثانية متزوجة برجل أعمال سعودي (يعني أنها مفطحّة وماعندها مادير بفلوس البرلمان) والإبن الآخر المدلل هو صاحب المنحة المشهورة وهو الوحيد الذي تابع دراسته بالمدارس الخاصة وبليسي ديكارتقبل ان يختار الدراسة في فرنسا "بيليكي" باستغلال منحة تمنح لابناء الفقراء(وضعه الآن مريح وبالتالي لا حاجة له بفلوس البرلمان)، أما آخر العنقود فهي البنت الصغيرة التي ازدادت يوم توفي الراحل الحسن الثاني، وتعاني من الإعاقة ولاتزال لم تصل بعد للسن القانوني كي تتمكن من الترشح(رغم ان هذه هي المأهلة لذلك إذا قبل الحزب نهج مقاربة النوع واستحضار الاعاقة التي تعاني منها)، وهناك ابنة أخرى لبنكيران متزوجة وزوجها عاطل عن العمل-والعهدة على بنكيران- إلا ان سبب عدم ترشيحها نجهله ولا يعرفه إلا زعيم العدالة والتنمية..
أبناء بنكيران، كما زوجته نبيلة، توزعوا على لوائح الحزب المختلفة حيث ظهر اسم أسامة بن بنكيران، ضمن لائحة البيجيدي في مقاطعة الرباط أكدال في المرتبة 15، أما سمية بنكيران فظهرت ضمن الجزء الثاني من اللائحة المخصصة للنساء، في ذات المقاطعة، لكن ليس في المراتب الأولى.
أما أغرب ترشيح فاجأنا به بنكيران، هو ترشيح زوجته نبيلة بن كيران ضمن اللائحة الوطنية لنساء حزب العدالة والتنمية في المرتبة 60، وهو ما يجعلها بعيدة عن أي احتمال للفوز بمقعد برلماني..
تأثيث لوائح حزب العدالة والتنمية بأسماء أفراد أسرة بنكيران رغم ان فرص نجاحهم ضئيلة بالنظر إلى ترتيبهم في هذه اللوائح، لا يمكن ان يكون اعتباطيا أو مجرد ترف أو تسلية، ويرجح بعض المتتبعين لشؤون الحزب ان يكون الغرض من وراء ذلك هو تلهية وسائل الإعلام والصحافة ومن خلالها الرأي العام الوطني عن أمور أخرى أكثر خطورة وأبشع من ترشيح زوجة بنكيران وابنائه..
ويضيف ذات المتحدثون أن الهدف من ترشيح بنكيران لزوجته وابنائه هو التغطية على ترشيحات ابناء قياديين وزعماء العدالة والتنمية وزوجاتهم وأفراد عائلاتهم والذين وضعهم الحزب في الرتب الاولى على رأس قوائمه المحلية والوطنية..
وللتدليل على ذلك، أشار المتتبعون إلى الائحة الخاصة بنساء حزب العدالة والتنمية التي ضمت كلا من ماجدة بنعربية التي تتصدر اللائحة، متبوعة بكل من بثينة القروي زوجة القيادي في صفوف الحزب عبد العالي حامي الدين، وميمونة افتاتي زوجة القيادي المثير للجدل في صفوف الحزب، عبد العزيز افتاتي.. واختتمت باسم نبيلة بن كيران، في المرتبة 60، والذي يجعلها بعيدة عن أي احتمال للفوز بمقعد برلماني، وهي عملية تمويه مفضوحة تهدف إلى جعل المواطنين يعتقدون أن الحزب يزهد في المناصب البرلمانية والاستدلال بحرم بنكيران التي اختارت الترشح في المرتبة الاخيرة، وجعل الرأي العام ينسى بان المراتب الاولى تحتكرها زوجات وأخوات زعماء وقياديي العدالة والتنمية..