أصدرت غرفة الاستناف الجنائية بمراكش حكمها القاضي بمؤاخذة المتهم بالمنسوب إليه وحكمت عليه بأربع سنوات سجنا نافذة، وغرامة مالية قدرها أربعون ألف درهم لفائدة الضحية خديجة الشايب التي تعمل أستاذة للتعليم الابتدائي بمجموعة مدارس الرباط نيابة شيشاوة، فيما برأت ذات الغرفة المتهم الثاني أب الجاني من ما نسب اليه. وتعود فصول هذه القضية المعروضة على محكمة الاستئناف الإدارية إلى يوم الأحد22 ابريل الماضي حينما كانت الأستاذة بصدد وصولها إلى مقر عملها، ونظرا لحاجتها الضرورية إلى الماء لقضاء أغراضها المنزلية، في تلك المنطقة النائية، قصدت إحدى العيون بالمنطقة لجلب الماء، وتعرضت لمعاكسة ومناوشة من طرف احد الساكنة بمعية ابنه الجاني، وهدداها بأوخم العواقب إن اقتربت من البئر، وتطور الأمر إلى إلحاق الأذى بالأستاذة المعزولة حينما رماها ابن الجاني بحجرة طائشة أصابت عينها اليسرى وفقئت من مكانها، مما تطلب نقلها إلى قسم المستعجلات بمستشفى الأنطاكي بمراكش بعد طول مدة من الانتظار، وحصلت على شهادة طبية حددت مدة العجز المؤقت عن العمل في 70 يوما قابل للتمديد نتيجة إصابة عينها بعاهة مستديمة، فيما قامت السلطات القضائية بايمي نتانوت بإيقاف المتهم ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، ليحال بعد الاستماع إلى كل أطراف القضية على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش، الذي قرر إيداعه السجن المحلي في انتظار بدء أطوار المحاكمة.
ومباشرة بعد انطلاق أولى جلسات المحاكمة دخلت كل النقابات التعليمية على الخط لمؤازرة الأستاذة المتضررة ونظمت عدة وقفات احتجاجية، استنكرت فيه هذا الاعتداء الوحشي على أستاذة معزولة، ونددت باستهداف نساء التعليم في مناطق متفرقة لجهة مراكش تانسيفت الحوز. قبل أن يسدل الستار على هذا الملف بإدانة المتهم وتبرئة والده. مما خلق استياء عارما لدى أسرة التعليم بشيشاوة لعدم تناسبه وحجم الضرر الملحق بالضحية.