أسدل الستار على قضية أستاذة شيشاوة خديجة الشايب 'التي كانت موضع تتبع واهتمام بالغ من طرف أطر تربوية ونقابات تعليمية مختلفة' بإصدار هيئة غرفة جنايات استئنافية مراكش حكمها القاضي بإدانة الجاني ليقضي عقوبة حبسية نافذة محددة في أربع سنوات نافذة مع أداءه لفائدة الضحية المذكورة التي تسبب لها في عاهة مستديمة غرامة مالية محددة في أربعين ألف درهم. ذات الغرفة قضت بتبرئة والد المعتدي من المنسوب إليه في هذه النازلة المدونة في ملف تحت عدد293 / 2012. منطوق الحكم لم يكن موضع رضى وخلف استياءا عارما في أوساط عائلة الضحية وأيضا لدى أسرة التعليم بشيشاوة وكذا النقابات التعليمية وجمعيات المجتمع المدني المؤازرة معتبرة إياه حكما غير ملائم ولا يتناسب وحجم الضرر المعنوي والنفسي القوي الذي لحق الضحية. كما استغربت ذات الجهات عدم مؤاخذة والد المعتدي على الرغم من كونه مصدر الخلاف والاعتداء على خلفية تحرش جنسي دائم بالأستاذة وفي ظل عدم رضوخها لهذه الرغبة وهذه النزوة الجامحة والمقيتة. وكما هو معلوم فجذور هذه النازلة تعود إلى شهر ابريل الماضي حينما كانت خديجة الشايب 'التي تعمل أستاذة للتعليم الابتدائي بمجموعة مدارس الرباط بنيابة شيشاوة' ذاهبة لقضاء إحدى أغراضها الضرورية الخاصة بجلب الماء من البئر بالمنطقة ليعترض والد المعتدي سبيلها وتحرش بها كما اعتاد على فعل ذلك في كل مناسبة يصادفها. وبعد أن رفضت الأستاذة بقوة الاستجابة والرعون لنزوته ومطلبه ثارت ثائرته خلال هذا اليوم بالقرب من المدرسة التي تزاول بها مهمتها، لينهال عليها بوابل من الشتم والقدف والتهديد' ثم يقدم بعد ذلك على صفعها بقوة لتجد نفسها ملقاة بحافة الوادي المجاور للمؤسسة . وحينما حضر ابنه المعتدي ، البالغ من العمر 24 سنة،أقدم على رشقها بحجر أصاب مباشرة وجهها ليحدث ضررا بليغا على مستوى عينها اليسرى التي تم فقأها جراء ذلك وتسبب لها في عاهة مستديمة. وقد تم نقل الأستذة على عجل إلى قسم المستعجلات بمستشفى الأنطاكي بمراكش حيث حددت الأطر الطبية مدة العجز المؤقت عن العمل في 70 يوما قابلة للتمديد وذلك بالنظر للمضاعفات الصحية المطروحة. وتم وقتها إيقاف الجاني من طرف السلطات القضائية بايمنتانوت وإحالته على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش 'الذي قرر إيداعه السجن المحلي بولمهارز بالمدينة الحمراء في انتظار بدء أطوار المحاكمة. وكانت متابعته 'في حالة اعتقال' بصك اتهام مرتبط بالضرب والجرح المؤدي إلى عاهة مستديمة.