جرت، بعد ظهر اليوم الخميس، بالمقبرة اليهودية بالدارالبيضاء، مراسيم تشييع جثمان الراحل بوريس طوليدانو، رئيس الطائفة اليهودية بالعاصمة الاقتصادية، الذي وافته المنية أمس الأربعاء عن عمر يناهز 97 سنة. وحضر مراسيم تشييع جثمان الفقيد، الذي فارق الحياة إثر وعكة صحية طارئة ألمت به بمدينة الدارالبيضاء، أفراد من عائلته، ومستشار جلالة الملك عمر عزيمان، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الداخلية محمد حصاد، ووزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي.
كما حضر هذه المراسيم والي جهة الدارالبيضاء - سطات خالد سفير، ورئيس مجلس الجهة مصطفى الباكوري، ورئيس مجلس الجماعة الحضرية عبد العزيز العماري، وعدد من عمال الجهة، فضلا عن شخصيات أخرى والعديد من أفراد الطائفة اليهودية المغربية.
وفي كلمة تأبينية بهذه المناسبة، أشاد السيد سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، والسفير المتجول لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناقب الراحل بوريس طوليدانو وسيرته.
وأبرز السيد بيرديغو الصفات، التي كان يتميز بها الفقيد، وتعلقه بوطنه المغرب، وبقيمه، وبالعرش العلوي المجيد، مضيفا أن الجالية اليهودية بالمغرب جد متأثرة بالتعاطف الذي أبداه مواطنوهم المسلمون.
وعبر عن حزنه العميق لوفاة رئيس الطائفة اليهودية بالدارالبيضاء، الذي كان منذ 40 سنة وراء العديد من المبادرات الخيرية وكذا تلك المتعلقة بالتراث، وذلك من خلال إنشاء مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، ومتحف التراث اليهودي المغربي للحفاظ على التراث المشترك في إطار الدستور المغربي.
وفي كلمة مماثلة، عبر دونيس طوليدانو، أحد أبناء الفقيد، عن تأثره البالغ بهذا الحضور الكبير، الذي التأم بمناسبة تشييع جثمان بوريس طوليدانو، مضيفا أن هذا الجمع من مختلف الديانات يبرز مدى التآزر والتسامح الذي يتمتع به كافة المغاربة. وأعرب عن ارتياحه لدفن والده بالمقبرة اليهودية بالدارالبيضاء، حيث دفن أفراد من عائلته وأجداده.
من جهة أخرى، أبرز طوليدانو أن أباه كان "ذلك الرجل المغربي الذي يتمتع بفكر منفتح، واستطاع أن يرسخ هذه الميزة في أبنائه".
يذكر أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قد بعث برقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل بوريس طوليدانو، أعرب فيها جلالته، بهذه المناسبة الأليمة، عن أحر التعازي وأصدق المواساة لأفراد أسرة الراحل ومن خلالهم لأهلهم وذويهم ولكافة أفراد الطائفة اليهودية المغربية، "في فقدان أحد أبناء المغرب البررة، المشهود له بالغيرة الوطنية الصادقة، وبالتشبث بهويته المغربية الأصيلة، وبمقدسات وطنه وثوابته ، في ولاء مكين للعرش العلوي المجيد".
وتضرع جلالة الملك إلى الله تعالى "أن يجزي الفقيد الجزاء الأوفى على ما أسداه لوطنه من جليل الخدمات، وأن يتقبله في ملكوته الأعلى ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويعوضكم عن رحيله جميل الصبر وحسن العزاء".