انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا الفيسبوك، أخبارا تفيد أن الأجهزة الأمنية استنفرت عناصرها بشكل كبير، وتم الإنزال إلى المدينة الدارالبيضاء، وذلك بدعوى وجود خطر إرهابي، وتم الترويج لهذه المعلومات بشكل كثيف ومتواتر، وتم تداوله على نطاق واسع من خلال مشاركة الخبر من قبل رواد المواقع المذكورة دون التأكد من صحته وهي طبيعة الأخبار المنشورة في الصفحات الاجتماعية. مصدر أمني مأذون نفى بشكل قاطع أن يكون الخبر أو جزءا منه صحيحا بل هو مجرد أخبار زائفة، يتم ترويجها لأغراض معينة تلتقي مع حملة "زيرو كريساج" التي يحاول الواقفون خلفها ترويع الآمنين وخلق الرعب، ولكن عمليا لا وجود لخطر إرهابي محدد في الزمان والمكان يستحق إنزالا أمنيا بمدينة الدارالبيضاء، لأن الخطر الإرهابي قائم في كل لحظة ويتم التعامل معه عبر تجميع المعطيات والمعلومات تم الضربات الاستيباقية التي يتكفل بها جهاز قائم بأركانه دون الحاجة إلى إنزالات.
ومما يعزز كذب هذه الأخبار أن العديد من الخلايا الإرهابية تم تفكيكها في السنة الجارية والتي سبقتها، وهي كلها خلايا ذات خطر كبير، وبالتالي فإنها قبل تفكيكها كانت تشكل خطرا إرهابيا قائما وبالتالي لا مجال للحديث عن خطر إرهابي استدعى إنزالا أمنيا باعتبار أن مسار ضبط العملية الإرهابية من خلال تتبعها ورصدها وضربها في المهد.
ولاحظ المتتبعون أن هذه الايام تتابعت العديد من القضايا الفيسبوكية التي تستهدف تخويف المواطن، ومن بينها قضية "انعدام الأمن" المصحوبة بحملة "زيرو كريساج"، وتلاها اليوم هذا الخبر الزائف، وهي كلها أخبار تسعى لخلق الفوضى والبلبلة، طبعا قد يشارك أشخاص لا خلفية لهم ولكن نظرا لسذاجتهم تستغلهم جهات معينة، فشلت هي نفسها في زعزعة الاستقرار فكلفت به الفيسبوك.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه الحملات من هذا النوع تكثر بشكل كبير ومنقطع النظير قبيل كل استحقاق انتخابي، ويستفيد من ذلك جهتان متناقضتان، واحدة تريد ضرب العملية الانتخابية باعتبارها رمزا من رموز التطور الديمقراطي الذي عرفه المغرب وهو الذي يحرم هذه التيارات التي بنت وجودها على "المغرب الأسود"، وهناك جهة مشاركة في الانتخابات ومستفيدة منها كثيرا ولكنها تحاول أن تركب الموجة حتى تظهر على أنها حامية للمجتمع كي يتعاطف معها ويصوت عليها.
ولهذا ومن خلال ما سبق يتبين أن هناك توجهات داخل المجتمع لها غرض في إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار والاستفادة من حالة اللا أمن واللا طمأنينة، هي التي تستعمل كتائبها الفيسبوكية في نشر مثل هاته الأخبار الزائفة.