أصبحت إدارة التوحش هي إيديولوجية تنظيم داعش الإرهابي، وأول ما يعلم أعضاءه هو كيف يمارسون الرعب لأقصى الدرجات حتى يخيفوا المجتمع. العناصر الموقوفة أخيرا بأكادير كانت تسير في هذا الاتجاه، لولا حفظ الله ورعايته لهذا الوطن ولولا يقظة العناصر الأمنية المكلفة بمحاربة الإرهاب. التحريات مع العناصر الإرهابية كشفت عن مخطط خطير عن توجهات متطرفة، وهي التوجهات التي كانت على وشك أن تمر إلى التنفيذ، لكن هذه المرة وفق آخر نظريات داعش في نشر الدمار والخراب وسط المجتمع والدولة.
ومن أجل ممارسة أفضل لنظرية إدارة التوحش حصلت العناصر الإرهابية الموقوفة على مواد خطيرة، التي بعد أن تم إجراء الخبرة عليها تبين أنها مواد مشبوهة تعتبر المادة الأساسية لتحضير العبوات الناسفة.
وأكدت الخبرة العلمية التي تم إجراؤها على هذه المواد أن مجموعة من المواد الكيماوية التي تم حجزها أثناء تفكيك هذه الخلية، هي مواد شديدة الاشتعال يمكن استعمالها في إعداد وصناعة عبوات حارقة.
و أكد البحث الجاري مع عناصر هذه الخلية الإرهابية أنهم خططوا لاستهداف أماكن عمومية وسياحية ومؤسسات فندقية ومراكز أمنية وكذا عناصر مختلف الأجهزة الأمنية.
كل هذه المعطيات تبين أن الخلية المذكورة مختلفة عن سابقاتها بل تتوافق مع التطورات الحاصلة لدى التنظيم المركزي بسوريا والعراق، حيث أصبح يتفنن في أنواع وأشكال القتل والتقتيل والتفجير إلى درجة أنه تحول إلى استعمال الأدوات التقليدية مثل السواطير وغيرها حتى لا يهنأ المجتمع ويصبح الرعب هو السائد وبالتالي تجد داعش بيئة حاضنة ناتجة عن التخويف.
بقدر ما تتجدد داعش في الشرق يجدد أتباعها أساليبهم التدميرية في كل مكان، ونتائج البحث تبين أننا كنا أمام مشروع جهنمي يمهد لبحر من الدم وفق نظرية التوحش الداعشية.
ونحمد الله أنه بالمقدار الذي تتقدم داعش وأتباعها في المغرب في خططهم يقوم المغرب بتطوير أدائه الأمني في مكافحة الإرهاب خصوصا من خلال المجهودات التي يبدلها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.