كشف مسؤولون أمريكيون أن عمر صديقي متين، منفذ الهجوم المسلح على ملهى ليلي مزدحم للمثليين في مدينة أورلاندو، كان قد اتصل بالطوارئ معلنا ولاءه لتنظيم "داعش" وذكر منفذي تفجيرات بوسطن. وقال رونالد هوبر العميل الخاص المساعد في مكتب التحقيقات الفدرالي المسؤول عن القضية: " أبلغنا أن متين أجرى اتصالات ب (بخدمة الطوارئ) 911 هذا الصباح أعلن فيها مبايعته لزعيم داعش" أبو بكر البغدادي.
وكان هوبر قال في وقت سابق، إن السلطات لديها ما يدل على وجود علاقات ب"التطرف الإسلامي" للمشتبه، مضيفا: "أود القول إننا نبحث في جميع الاحتمالات الآن.. ولكن لدينا ما يرجح أن هذا الشخص قد يكون له ميول نحو تلك الأيديولوجية بالتحديد، ولكن لا نستطيع الجزم بذلك"...
مكتب "ف بي آي" أجرى مقابلتين مع متين في 2013 و2014 بعدما أدلى بتعليقات لزملائه في العمل أشارت إلى تأييده لجماعات متشددة لكن أي منهما لم تقود المحققين إلى أدلة عن أي نشاط إجرامي له.
وصرح مسؤول أمريكي لشبكة "سي أن أن" أنه خلال التفاوض بشأن الرهائن مع متين، قبل تصفيته خلال عملية الاقتحام التي نفذتها الشرطة للملهى، عرف عن نفسه، دون الإشارة إلى مطالبه خلال التفاوض.
يذكر أن 50 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص وأصيب أكثر من 50 آخرين في أعنف حادث إطلاق نار في تاريخ الولاياتالمتحدة بما في ذلك مذبحة جامعة فرجينيا للتكنولوجيا عام 2007 التي قتل فيها 32 شخصا.
وكان داخل الملهى وقت الحادث نحو 350 شخصا للمشاركة في احتفالات للمثليين تستمر أسبوعا، علما أن أورلاندو تعد واحدة من أشهر المدن السياحية الأمريكية، وتوجد هناك مدينة "ديزني لاند" السياحية.
"داعش" يتبنى مذبحة أورلاندو
ونشرت مواقع في الإنترنت مرتبطة بتنظيم "داعش" الإرهابي، مسؤولية التنظيم عن حادث إطلاق النار.
وقالت المواقع: " الهجوم المسلح الذي استهدف ناديا ليليا للشواذ في مدينة أورلاندو التابعة لولاية فلوريداالأمريكية، والذي خلف أكثر من 100 قتيل ومصاب، نفذه مقاتل من الدولة الإسلامية".
ولا يزال مسؤولو إنفاذ القانون يحققون في أدلة تشير إلى أن الهجوم مستوحى من فكر "داعش" المتطرف، رغم أنهم حذروا من أنهم لم يصلوا إلى براهين تثبت تعاون عمر متين مع التنظيم.
من جهته شدد والد مطلق النار، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه أمريكي من أصل أفغاني، على أن ما حصل "ليس له أي علاقة بالدين".
هذا وأكدت سيتورا يوسفي الزوجة السابقة للمسلح عمر صديقي متين أنه كان يعاني من اضطراب عاطفي وعقلي حاد وكان يطمح بأن يصبح شرطيا. وقالت يوسفي في مؤتمر صحفي إن عائلتها "أنقذتها" من زوجها السابق بعد زواج عاصف استمر أربعة أشهر وانتهى بالطلاق.
رئيس مجلس النواب الأمريكي: نحن أمة في حالة حرب مع الإسلاميين الإرهابيين
من جهته قال بول ريان رئيس مجلس النواب الأمريكي، في تعليق على حادث إطلاق النار الأحد، "علينا مع التئام الجرح أن نكون فطنين بشأن من الذي أدى إلى هذا. إننا أمة في حالة حرب مع الإسلاميين الإرهابيين".
وأضاف ريان في بيان، إنه أمر بتنكيس الأعلام فوق مبنى الكونغرس تكريما لضحايا الهجوم.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في كلمة بالبيت الأبيض: " نعرف ما يكفي للقول إنه كان عملا إرهابيا ومدفوعا بالكراهية وكأمريكيين فإننا متحدون في الأسف والغضب والعزم للدفاع عن شعبنا."
البابا "مشمئز" من مذبحة أورلاندو
من جهته أعرب البابا فرنسيس الأحد عن "اشمئزازه من الكراهية غير المبررة" التي دفعت المسلح إلى قتل 50 شخصا في أورلاندو.
وقال فيديريكو لومباردي، المتحدث باسم بابا الفاتيكان: " المجزرة الرهيبة التي حصلت في أورلاندو وراح ضحيتها أبرياء كثيرون، أثارت لدى البابا فرنسيس، ولدى كل واحد منا، مشاعر عميقة جدا من الاشمئزاز والاستنكار والألم والقلق جرّاء المظهر الجديد لجنون قاتل وكراهية غير معقولة".
اعتقال مسلح قبل مهاجمته مسيرة للمثليين في لوس أنجلوس
وأعلنت الشرطة الأمريكية أنها اعتقلت في مدينة سانتا مونيكا داخل مقاطعة لوس أنجليس رجلا بحوزته أسلحة ومتفجرات، كان يخطط لشن هجوم على مسيرة للمثليين جرت الأحد 12 يونيو.
وقالت رئيسة شرطة سانتا مونيكا جاكلين سيبروكس، على موقع "تويتر"، إن الموقوف جيمس هويل، المتحدر من مدينة إنديانا في شمال البلاد، "قال لعنصر في الشرطة لدى اعتقاله إنه أراد التسبب بأذى خلال المسيرة السنوية للمثليين".
وأكدت سيبروكس "عدم وجود أي رابط معلوم" بين الموقوف والمجزرة التي وقعت قبل ساعات من ذلك اليوم، في الملهى الليلي في أورلاندو.