أكد السفير فيليب لاكوست، المكلف بالمفاوضات حول المناخ بديوان وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين رويال، رئيسة (كوب 21)، أن انعقاد مؤتمر الأطراف في الإتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) بالمغرب يمثل ضمانة لنجاح هذا الحدث الكبير، على اعتبار أن المغرب يشكل نموذجا يحتذى بالنسبة للبلدان الإفريقية والدول النامية في مجال مكافحة التغيرات المناخية. وأضاف لاكوست، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش يوم محاكاة لمفاوضات (الكوب 22) من تنظيم الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية، أن المغرب، الذي أثبت قدرته على استضافة مؤتمرات دولية كبرى، يمكن أن يلعب دور الوسيط بين دول الشمال والجنوب. وأشار إلى أن قمة (الكوب 22) ستكون مؤتمر عمل، إذ ستشهد تنفيذ اتفاق باريس، موضحا أن المبادئ الكبرى اعتمدت في باريس، بينما في مراكش، يتعين اتخاذ القرارات بخصوص تفاصيل مختلف النقاط والإجراءات.
وتابع المسؤول الفرنسي أن (الكوب 22) مؤتمر إفريقي سيولي اهتماما خاصا لهذه القارة التي أصبحت معنية بظاهرة الاحتباس الحراري، مذكرا بالمبادرات المغربية من أجل حماية البيئة، لاسيما زيادة حصة الطاقة المتجددة في الإنتاج الطاقي للبلاد. وعن مشاركته في هذا اليوم الذي يحاكي مفاوضات (الكوب 22)، شدد على أن الهدف من هذا اللقاء هو العمل على الترتيبات المالية المتمثلة في تنفيذ نقاط التمويل المتضمنة في اتفاق باريس بمدينة مراكش، مشيرا إلى أن فرنسا أجرت تمارين مماثلة قبيل (الكوب 21).
وأوضح أن الهدف من هذا اللقاء العلمي يسعى إلى تمكين الدبلوماسيين الشباب والأطر المستقبلية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون من الاستفادة من فرصة تنظيم (الكوب 22)، لفهم سياق المفاوضات، ومواقف مختلف المجموعات، والمواقف القابلة للتفاوض وتلك التي تكتسي أهمية كبرى والتي يتعين أن يتحلوا تجاهها بنوع من الحزم.
من جانبه، قال السفير الحسن زاهد، راعي اللقاء، إنه يتعين تمكين الدبلوماسيين من التعرف عن كثب على المفاوضات المتعددة الأطراف والمشاكل الكبرى والتحديات التي تواجهها الإنسانية حاليا، موضحا أن التغيرات المناخية تبدو من بين المشاكل المفصلية. وأضاف أن هذه الندوة شكلت فرصة للدبلوماسيين لمقاربة هذا الموضوع، مشيرا إلى أن (الكوب 22) موعد حاسم لتنفيذ الالتزامات المنبثقة عن (الكوب 21).
ويهدف هذا اليوم الذي يحاكي مفاوضات (الكوب22) إلى تحضير دبلوماسيي المستقبل لهذا النوع غير المسبوق من الأحداث بغية تحقيق فهم شمولي للتغير المناخي على الصعيد العالمي وإشكالية التمويل في مجال التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية في إفريقيا.
وهكذا، أسندت الأدوار عبر القرعة من طرف الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية لمجموعة من الأطر الشابة، حيث تضمن تمرين المحاكاة ثماني مجموعات تفاوض (مجموعة إفريقيا، والاتحاد الأوروبي، ومجموعة الدول العربية، وتحالف دول الغابات المدارية، مجموعة الهند والصين وجنوب إفريقيا والبرازيل، ومجموعة البلدان المتقدمة غير الأوروبية (امبريلا)، ومجموعة (أوازيس)، ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي وجماعة ضغط (غرين بيس).
وقد تمكن المشاركون في هذا اللقاء من التعرف على انشغالات الدول، ومجموعات الدول أو المنظمات التي يمثلونها ودور المؤسسات المالية العالمية.