أعتبر جون هيرفي لورانزي رئيس نادي الاقتصاديين أن المؤتمرين العالميين حول المناخ "كوب 21" بباريس و"كوب 22" بمراكش، يجسدان التطور الايجابي للحكامة العالمية ، التي فشلت في رهانات أخرى اقتصادية وسياسية وجيوسياسية . وأضاف الخبير الفرنسي خلال ندوة في موضوع "من باريس الى مراكش: أي اقتصاد اخضر "نظمت مساء امس بباريس، أنه على عكس رد فعلها اتجاه مشاكل مثل الازمة الاقتصادية العالمية أو النزاعات العنيفة، أبانت المجموعة الدولية عن تصور مشترك للخطر الجماعي الذي يشكله الاحتباس الحراري، ويبدو انها عازمة على العمل بتشاور من اجل تعزيز الحكامة العالمية لهذه القضية.
واشار الى انه يتعين تعزيز التقدم المحرز في مؤتمر باريس ، خلال مؤتمر مراكش، وتكريس مبدأ النمو الاخضر كرافعة للتنمية قادرة على ضخ نفس جديد في الاقتصاد العالمي البطيء.
وأضاف انه من حسن الحظ ان يحتضن المغرب مؤتمر (كوب 22 ) بالنظر الى العلاقات الممتازة التي تجمعه مع فرنسا وباعتباره ايضا أحد البلدان الحاملة لخطاب لفائدة البيئة وقضية المناخ.
من جهته أكد المدير العام لوكالة تنمية الطاقات المتجددة ، والنجاعة الطاقية،ومسؤول قطب الشراكة العمومية والخاصة لمؤتمر (كوب 22)، سعيد ملين أن مؤتمر باريس نجح في جعل الجميع متفقا بشأن رهان المناخ، رغم تباين مصالح كل بلد ،مشيرا الى ان الرهان الحقيقي لمؤتمر مراكش يكمن في الانتقال الى الفعل، وتجسيد التزامات الأطراف سواء على مستوى التخفيف أو الملاءمة مع التغيرات المناخية.
وأشار في هذا الاطار الى أن التجربة المغربية ،أظهرت أنه من الممكن التوفر على مشاريع ملموسة على هذا الصعيد، مبرزا أن المملكة أحدثت مؤسسات مخصصة للبيئة والطاقة المتجددة، وأصلحت إطارها التشريعي المتعلق بهذا الميدان وقدمت التزاماتها الطموحة لفائدة المناخ، وعززت الشراكة بين القطاعين العام والخاص كأداة أساسية لانجاح المشاريع الخضراء.
وتابع أنه بفضل هذه المشاريع خاصة في مجال الطاقة الشمسية والريحية، استطاع المغرب انتاج طاقة متجددة تنافسية مقارنة مع الطاقة التقليدية، دون الحاجة الى دعم عمومي، مؤكدا أن هذا النجاح يجعل من انتقال طاقي حقيقي أمر ممكن التحقيق، لا سيما في البلدان الأكثر تضررا من تأثير التغيرات المناخية.
في السياق ذاته أكد سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى أن اتفاق باريس شكل لحظة هامة ،أفرزت وعيا دوليا برهان المناخ، مشيرا الى أن الامر يتعلق باتفاق طموح لمكافحة الاحتباس الحراري، يضع مبادىء المسؤولية والتضامن المشترك تجاه البلدان الفقيرة.
واضاف ان مؤتمر (كوب 22 ) يهدف الى خلق الشروط المواتية لتنفيذ اتفاق باريس، مبرزا أن المغرب منخرط بشكل تام في قضايا البيئة والمناخ سواء من خلال مبادراته على الصعيد الدولي او على الصعيد المحلي.