تناوب العديد من القادة الدوليين، أمس الجمعة بالداخلة، على المنصة خلال حفل الافتتاح الرسمي لفعاليات منتدى كرانس مونتانا، وذلك لابراز أهمية هذا اللقاء كفضاء للحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الكفيلة بتيسير اندماج الدول الافريقية واقتصادياتها.. وهكذا، بسط كل من رئيس البوسنة والهرسك، ملادين إيفانيش، والرئيس التشيكي السابق، فاكلاف كلاوس، والقس الامريكي، جيسي جاكسون، والسيدة الأفغانية الأولى رولا غاني، وجهات نظرهم بشأن السبل الكفيلة برفع تحديات التنمية المستدامة بإفريقيا، مركزين على التعاون جنوب-جنوب.
وفي هذا الاطار، توقف رئيس البوسنة والهرسك عند تجربة بلاده في مجال حل نزاعاتها وتدبير الاختلافات بين مكوناتها، من أجل استخلاص الدروس الكفيلة بمساعدة افريقيا. وقال إن البوسنة ، بعد 20 عاما من الحرب الأهلية، تسير بهدوء في الاتجاه الجيد، مضيفا أن هذا التطور بات ممكنا بفضل الفاعلين المحليين الراغبين في تحقيق السلام.
من جهته، اقترح الرئيس التشيكي السابق، فاكلاف كلاوس، مسارات لافريقيا من أجل الانخراط في سياق "انتقال ممنهج"، وذلك انطلاقا من تجربة الانتقال في الحقبة التي تلت الحكم الشيوعي بالتشيك، مبرزا أن القارة يجب أن تجد لنفسها طريقها الخاص وتقتصر على نقل النماذج الأجنبية أو الاعتماد على الترتيبات المؤسساتية.
أما القس الامريكي جيسي جاكسون، فقال إن دعامة التعاون جنوب جنوب الرامية لتحقيق التنمية المستدامة بإفريقيا، لا ينبغي أن تكون قائمة على التجارة، التي تشهد ركودا منذ عام 2011، مبرزا أن هذه الدعامة يتعين أن تقوم على فلاحة آمنة تمكن من تثمين المحاصيل الزراعية دون الإضرار بالبيئة.
واستعرضت السيدة الأفغانية الأولى رولا غاني بدورها، مشاكل العنف والتطرف التي تعاني منها أفغانستان، مشيرة إلى أن مسؤولية قادة البلاد تتمثل في تكريس مختلف الجهود لتعزيز السلام، الذي يعد أحد أهم عوامل الازدهار، بالبلاد.
يشار إلى ان جون-بول كارترون، الرئيس المؤسس لمنتدى كرانس مونتانا، أكد في مداخلته أن الداخلة برهنت على أن "المعجزة أمر ممكن"، و"أنه بتوافر الإرادة والوسائل والرؤية يمكننا خلق مركز جديد للحياة".
كما أن عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، أكد بدوره أن المبادرات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تجاه بلدان القارة الإفريقية تمثل نموذجا راقيا للتعاون جنوب جنوب.
وافتتحت صباح أمس أشغال الدورة ال27 لمنتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة، التي تحتضن وللمرة الثانية على التوالي هذه التظاهرة الدولية الموجهة لإفريقيا، وهي دورة منظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بحضور أزيد من ألف مشارك، بينهم نحو 850 شخصية أجنبية يمثلون 131 بلدا و27 منظمة إقليمية ودولية.