ترأس الشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية يوم الأربعاء 16 مارس 2016 بمدينة طرفاية، حفل تنصيب السيد جمال الرايس، الذي حظي بالثقة الغالية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، حيث تفضل حفظه الله بتعيينه عاملا على إقليم طرفاية. وبهذه المناسبة، ألقى الشرقي الضريس كلمة أبلغ فيها ساكنة الإقليم عطف ورضا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، الذي يولي رعاياه الأوفياء بهذا الإقليم عنايته المولوية السامية من أجل الارتقاء بهم إلى مستوى ما يطمح إليه جلالته من تقدم ورفاهية وازدهار، من خلال اطلاع جلالته عن كثب عن أحوال ساكنة هذا الإقليم، الذي شكل عبر التاريخ قلعة مجاهدة وفية للوطن، متعلقة بأهداب العرش العلوي المجيد ومتشبثة بالوفاء المستمر لقسم المسيرة الخضراء ولثوابت الأمة ورمز سيادتها.
كما أكد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية على أن تعيين جمال الرايس عاملا على إقليم طرفاية يندرج في سياق المجهودات المتواصلة من أجل تمكين هذا الإقليم من كفاءات وطنية قادرة على تثمين مقوماته وتدعيم أسس الحكامة الترابية الجيدة به.
وبعد أن أبرز الشرقي الضريس أن سنة 2015 كانت سنة التأسيس التشريعي لجيل جديد من مؤسسات ونخب الحكامة الترابية، قال إن سنة 2016 تعتبر سنة التنزيل الفعلي للجهوية المتقدمة، من خلال إشراف المجالس المنتخبة على تدبير الشؤون المحلية، وإطلاق أوراش تنموية اقتصادية واجتماعية مهيكلة، وهو ما يتطلب من الإدارة الترابية ومن المنتخبين مواكبة ميدانية وتتبعا مستمرا وتكريسا لسياسة القرب.
وفي هذا الإطار، أشار الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية إلى أن تنظيم ثاني انتخابات تشريعية في ظل دستور فاتح يوليوز2011، يتطلب انخراط جميع المكونات المؤسساتية والمجتمعية في تكريس الخيار الديمقراطي وفق الخصوصية المغربية، مشيرا إلى أن بلادنا تتطلع خلال هذه السنة، إلى إعطاء دفعة قوية لأهداف التنمية المستدامة، بعد أن شكلت المبادرات الملكية لبنة أساسية في بناء مسار إصلاحي وتحديثي وتنموي ثابت ومتوازن.
من جهة أخرى، أكد الوزير المنتدب أن تنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، يهدف إلى جعل هذه الأقاليم قطبا تجاريا وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، كما يعد آلية لتطبيق وتسريع الجهوية المتقدمة، وأشار إلى أن المبادرات المتعددة التي اتخذتها بلادنا للنهوض بالأقاليم الجنوبية أضفت دينامية تنموية أساسها المواطن ومحورها الجهة.
في نفس الإطار، دعا الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية العامل الجديد للعمل على إرساء دعائم حكامة ترابية فعالة، وتأهيل الإقليم عن طريق الإشراف على تنفيذ برامج الحكومة وضمان تطبيق توجهاتها العامة، في تكامل تام وتنسيق دائم مع الجماعات الترابية، بالإضافة إلى تحفيز أنشطة المصالح الخارجية للوزارات والمؤسسات العمومية على المستوى الإقليمي.
كما اعتبر مهمة التنسيق في مجال الحفاظ على أمن وسلامة المواطن من أهم مسؤوليات عامل إقليم طرفاية، ومن العوامل الأساسية في نجاح المقاربة المغربية في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، داعيا العامل الجديد إلى تفعيل آليات التنسيق بين جميع المصالح الأمنية، والرفع من مستوى اليقظة والتزام أقصى درجات الحيطة والحذر، لمواجهة التحديات الأمنية، في إطار حكامة أمنية استباقية تجمع بين الواقعية والفعالية والنجاعة في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل المواطنين.
وفي الختام نوّه الشرقي الضريس بالروح الوطنية العالية التي يتحلى بها رعايا صاحب الجلالة في هذا الإقليم، وبالجهود التي يبذلها شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية والمنتخبون وفعاليات المجتمع المدني في تأطير المواطنين والدفاع عن الوحدة الترابية، مهيبا بالجميع أن يمدوا يد المساعدة للعامل الجديد، ومنوها أيضا بالقوات المسلحة الملكية المرابطة في أقاليمنا الجنوبية وبالسلطات المحلية وبرجال القوات العمومية من أمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة ووقاية مدنية على مجهوداتهم المتواصلة خدمة لرعايا صاحب الجلالة ولتجندهم الدائم في سبيل خدمة الصالح العام.
كما شكر بنفس المناسبة، محمد الناجم أبهاي على الجهود الحثيثة التي بذلها طوال فترة تقلده المسؤولية بإقليم طرفاية.