سيبقى يوم الاحد 13 مارس يوما مشهودا وتاريخيا بكل المقاييس، فقد عاشت العاصمة الرباط أضخم مسيرة في تاريخ المغرب المعاصر عرفت مشاركة 3 ملايين مغربي ومغربية من جميع الأعمار، حجوا من جميع أنحاء المملكة احتجاجا على تصريحات غير مسؤولة ومسيئة للشعب المغربي من طرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. كل الطرق تؤدي إلى هنا وأنت تحل بالرباط صباح الاحد، فهذا موعد مع التاريخ لان جميع المغاربة حلوا بالمدينة، منهم من قضى ليلته قادما من مدن بعيدة، كل السبل تصب هنا بوسائلهم المتعددة جاؤوا إلى الرباط: سيارات، قطارات، شاحنات، بل وحتى الدراجات النارية بالنسبة للنواحي القريبة مثل القنيطرة والمحمدية وتمارة وتامسنا وسيدي الطيبي.
انطلقت المسيرة في الصباح بكل عفوية بدون أن تعطى لهم الانطلاقة الرسمية لمسيرة إنها" الغضب" بكل إمتيار سيسجلها التاريخ كونها أضخم تجمع شعبي في التاريخ الاحتجاجي لشعوب شمال إفريقيا.
تختلف الوسائل والهدف واحد "الصحراء مغربية وستظل كذلك" إنه لسان حال ملايين المغاربة محملين بالشعارات والرايات الوطنية بأبنائهم الصغار، أمواج بشرية باللونين الأحمر والأخضر تجوب أهم شوارع الرباط حاملين صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، آخرون فضلوا الشعارات المكتوبة والصور الساخرة من أمين عام للأمم المتحدة وضع نفسه في مأزق لاسابق له، مكبرات صوت ينطلق صداها من هنا لتصل الى هناك، مصاحف، لافتات بجميع اللغات...كلها وسائل جعلت من مسيرة الاحد تاريخية بكل المقاييس وغير مسبوقة في التاريخ الإحتجاجي لشعوب العالم .
لعل ما لفت أنظار الصحافة الأجنبية هو الطابع الحضاري للمسيرة، حيث اجمع اغلب الصحفيين الذين التقيناهم وخاصة الأجانب على الحس الحضاري لهذه المسيرة، التي ورغم عفويتها، إلا أنها تعكس مدى نضج الوعي الاحتجاجي لدى المغاربة والتفافهم حول قضية الصحراء وكل ما يمس سيادة المغرب. صحفية فرنسية قالت ان هذه الحشود اذهلتها بشكل كبير، خصوصا أن المغرب بأسره هنا رجال ونساء وأطفال وشيوخ، كما شبهت المسيرة ب"الكرنفال الاحتجاجي" لأنها تعرفت على جميع ثقافات المغرب من خلال اللباس والاهازيج واللهجات المختلفة التي تعكس التنوع الثقافي الاستثنائي الذي يعرفه المغرب.