طالب ضحايا حادثة السير، التي وقعت امس الجمعة بدوار تازوليت في الجماعة القروية مصيصي باقليم تنغير، بعدم متابعة سائق الشاحنة التي كانت تقلهم قبل ان تصطدم بسيارة رباعية الدفع(4×4). وقال أحد الضحايا، الذي كان يتحدث لموقع "جديد انفو" بالرشيدية، أن الحادثة "كتبها الله عليهم"، مضيفا ان سائق الشاحنة ليس له دخل في الحادثة وانه مجرد "فاعل خير"، حيث انه دأب على نقل التلاميذ لمدة ثلاث سنوات بدون مقابل..
وأضاف المتحدث، أن الحادثة ما كانت لتقع لو ان المسؤولين وفروا للتلاميذ وسائل نقل ليستعملوها في تنقلاتهم، مرتين كل اسبوع، من وإلى الخيرية التي يقيمون بها بمصيصي حيث يدرسون..
وقال أحد التلاميذ، في تصريح لذات الموقع، إنهم كانوا ازيد من أربعين تلميذة وتلميذا على متن الشاحنة عندما وقعت الحادثة، مطالبا بعدم متابعة سائق الشاحنة، مضيفا ان الامر يتطلب تدخل المسؤولين لمعالجة مشكل إقامتهم بالخيرية وتوفير وسائل نقل لائقة ..
وفي تصريح ل"الفاهم يوسف"، من ساكنة قصر "فزو نوشان" بمصيصي، قال إن اسباب الحادثة ترجع إلى عدة اسباب منها إقدام المسؤولين على منع الاكل والمبيت بالخيرية على التلاميذ خلال أيام السبت والاحد، وهو ما يضطرهم للتنقل إلى بيوتهم كل يوم جمعة والعودة إلى مصيصي يوم الاحد، وفي غياب وسائل للنقل فإنهم يلجؤون إلى خدمات صاحب الشاحنة الذي يقلهم بالمجان، مضيفا أن هذا الاخير "يفعل ذلك في سبيل الله..
وقال المتحدث، إن سائق الشاحنة مجرد "فاعل خير" وقد دأب على نقل التلاميذ لمدة 3 سنوات مضت..كما أن حالة الطريق المزرية من اسباب وقوع هذه الحادثة المفجعة، يضيف المتحدث، قبل ان يُحمّل مسؤولية ما وقع للمسؤولين وخاصة بالجماعة المحلية، مطالبا المنتخبين بجهة درعة تافيلالت بالتدخل لإعانة الساكنة، وتوفير وسائل النقل لابنائهم الذين يقطنون بقصور (دواوير) "لحفيرة" الذي يبعد عن مصيصي ب40 كلم، و"فزو"(30كلم) وبوديب (25 كلم) وتازولايت (17 كلم)، ويضطرون لقطع هذه المسافات عبر طريق غير معبدة "بيست"، وباستعمال الشاحنة في غياب وسائل نقل تكفل لهم كرامتهم وتقيهم من الآفات كالتي وقعت امس الجمعة ..
يشار إلى أن مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية استقبل، امس الجمعة، 48 حالة متفاوتة الخطورة، ضمنهم طفل تم بتر يده على مستوى المرفق، و19 ضحية أصيبوا بكسور بمختلف اطرافهم، بالاضافة إلى إصابات في الرأس وكلها "حالات لا تحتاج تدخلا جراحيا لحسن لحظ"، حسب الدكتور عمر حسناوي نائب مدير المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية..
وتكشف هذه الفاجعة زيف الشعارات البراقة التي ترفعها الحكومة سواء بخصوص أوضاع التعليم او الطرقات ببلادنا، ومحاولات تلميع صورة انجازاتها في هذه المجالات، وهو ما يعريه الواقع الذي لا يرتفع ولا يمكن القفز عليه بمجرد تعابير منمقة ولغة خشب لم تعد تنفع بعد انكشاف الاقنعة، واصبح المواطنون المغاربة، وخاصة في المناطق المنسية من المغرب العميق، يشعرون بانهم ليسوا مدرجين على اجندة حكومة بنكيران المنشغلة "جدا جدا" بالتوازنات الماكرواقتصادية..