فاجأ بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، قيادة جبهة البوليساريو خلال زيارته الأخيرة لمخيمات تندوف، وذلك من خلال خرقه للبرنامج البروتوكولي الذي أعدته قبل وصوله، هذا الخرق أربك حسابات الجبهة، ووضع محمد عبد العزيز، زعيم المرتزقة، في موقف محرج أمام المحيطين به، حيث كانت قيادة الجبهة تراهن على هذه الزيارة قصد ممارسة الضغط على كي مون حتى يدافع عن أطروحة الانفصال.
وحسب موقع "هبة بريس"، الذي استند إلى مصادر مؤكدة، فإنه رغم ان جبهة البوليساريو، قد تعمدت جلب عدد كبير من الجزائريين ومواطنين من دول الجوار، لاستقبال الامين العام للأمم المتحدة، و تقديمهم على أساس انهم صحراويون، الا أن بان كي مون قد فطن للحيلة، بعدما لفت انتباهه الى ذلك احد مرافقيه، وهو ما جعله يرفض السلام على قيادات الجبهة الذين حضروا للسلام عليه بطريقة رسمية، مباشرة عقب نزوله من الطائرة التي كان على متنها، حيث تجاهل عددا من الاشخاص الذين اصطفوا للسلام عليه، وقد كرر بان كي مون هذا التصرف في كل تنقلاته ولم يقدم التحية للشخصيات التي اصطفت للسلام عليه بعدما علم بحقيقة هذه الشخصيات التي قبلت بمغالطة " بان كي مون".
وقد تخللت زيارة بان كي مون مجموعة من الفضائح التي حاولت الجبهة جاهدة التستر عليها، خصوصا الاحتجاجات التي نظمها عدد كبير من الصحراويين الغاضبين من قيادة البوليساريو، والذين رفعوا شعارات تندد بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان داخل مخيمات تيندوف، ورددوا شعارات مؤيدة لمشروع الحكم الذاتي، قبل ان تنتقل سيارات ميليشيات البوليساريو نحوهم، بأوامر من قيادة البوليساريو التي قمعت هؤلاء واعتقلت عددا منهم وحالت دون ان يتمكنوا من ايصال صوتهم للأمين العام للأمم المتحدة، ناهيك عن الفوضى وسوء التنظيم والانفلات الأمني الخطير والمشاجرات الثنائية التي اغضبت قيادات من الجبهة وعبرت عن ذلك بتسليط القمع على الساكنة باستخدامها سلطة الاعتقال .
وقد افشل بان كي مون العديد من الحسابات التي كانت الجبهة تعول عليها قبل وصوله الى تيندوف، خصوصا الاجتماع التي كانت تعتزم اقامته بينه و بين عدد من قياداتها، بإحدى المدارس الواقعة بما يسمى بمخيم السمارة، وقد اعتذر عن هذا الاجتماع ورفض لقاء الموالين لمحمد عبد العزيز، وهو ما اعتبرته عدد من الفعاليات صفعة لقيادة البوليساريو، وعقلها المدبر المخابرات الجزائرية، والتي خابت امالها بعدما توالت الصفعات التي وجهها لها الامين العام للأمم المتحدة خلال زيارته لمخيم السمارة.