أقر مجموعة من الأطباء المتخصصين في الفحص بالصدى الصوتي والجهاز التنفسي بالرباط وسلا، أن مجموعة من سكان من دوار أيت بوهو، قيادة وجماعة علال البحراوي التابعة لإقليم الخميسات، أصيبوا بأمراض تنفسية متعددة، نتيجة استنشاقهم روائح كريهة تنبعث من بيوت غير مهيكلة لتربية الديك الرومي، داخل مزرعة أحد الموظفين السابقين بوزارة الفلاحة المدعو محمد بروكسي. وقد امتدت الأضرار إلى البيئة التي تدهورت بشكل كبير جراء تسرب مخلفات تربية الديك الرومي، إلى المجاري المائية التي أهلكت الحرث والشجر، ولم تنفع معها خطة إعادة غرس ما تضرر منها، كون تلك المواد التي تستعمل في تنظيف وتجميع المخلفات تعيق نمو الأشجار والأغراس.
وأمام هذا الوضع الكارثي، الذي يهدد البيئة والساكنة بدوار ايت بوهو، قاد سكان المنطقة المذكورة عدة مبادرات للتحسيس بالمخاطر وأبلغوا السلطات المختصة بالأمر، لكن منذ 2005 إلى يومنا هذا، ما يزال الملف يراوح مكانه، ولم تتخذ أي مبادرة لإغلاق تلك البيوت التي لا تنصف ضمن خانة الوحدات المجهزة لتربية الدواجن، وفق المعايير المعمولة بها.
وسبق لأهل الدوار أن تقدموا بعدة شكايات إلى مختلف الجهات التي يهمها الأمر، وعلى رأسها وزارة الداخلية، البيئة، المصالح البيطرية، القيادة بسيدي علال البحراوي، ومصالح الدرك الملكي بالمنطقة.
وبناءا على أوامر العامل، سبق لعدة لجان مراقبة أن انتقلت إلى عين المكان، وأنجزت تقارير منذ 2005، إلى 2015، وكلها أقرت بالضرر الذي تخلفها تربية الديك الرومي بهذه الوحدات، التي لا تحترم كما سبق وأن أشرنا إلى أدنى الشروط اللازمة لذلك.
في حين، تمسك صاحب الضيعة المسمى بروكسي، بتجاهل القانون، ضاربا عرض الحائط كل الإجراءات المتخذة ضده، معللا ذلك بأنه لم يتوصل بأي إعلان كتابي.
وأمام تعنت صاحب الضيعة وامتناعه عن تنفيذ قرار الإغلاق، جددت الساكنة شكاياتها إلى الجهات والمصالح المختصة للإسراع بإيجاد حل عاجل للمعظلة التي أصبحت تهدد استقرار أهل الدوار ودفعتهم إلى مغادرة أراضيهم، جراء تدهور الوضع البيئي وتلوث الهواء بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من هذه الوحدات، وطالبوا بوضع حد للمشكل وتحمل المسؤولية وتبعات ما يقع.