أعلنت السلطات التونسية مقتل حوالى 800 شاب تونسي يقاتلون في صفوف جماعات مسلحة في بؤر التوتر خاصة في الأراضي السورية. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية وليد اللوقيني، أمس الجمعة 26 ديسمبر، إن "أكثر من 600 تونسي عادوا من بؤر التوتر فيما قتل نحو 800 من بين 3000 ينتمون إلى جماعات إرهابية متطرفة في سوريا"، مشيراً إلى أن الوحدات الأمنية اتخذت اجراءات صارمة ضد العائدين من بؤر التوتر.
وأشار تقرير نشره خبراء في الأممالمتحدة في يوليو الماضي، إلى أن أكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، يقاتلون مع تنظيمات "جهادية" خصوصاً في ليبيا وسوريا والعراق.
ووفق التقرير، فإن "عدد المقاتلين الأجانب التونسيين هو بين الأعلى ضمن من يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج مثل سورية والعراق".
وصرح اللوقيني، في مؤتمر صحافي عقده المركز الدولي للدراسات الأمنية أمس، بأن الوحدات الأمنية والعسكرية "تمكنت من تفكيك 1300 خلية إرهابية من بينها خلايا مسلحة وأخرى كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف منشآت أمنية وسياحية وحيوية في البلاد".
وأتت هذه المعطيات في وقت رفعت وزارة الداخلية التونسية حال التأهب الأمني إلى درجته القصوى منذ مطلع الأسبوع الجاري، تحسباً لهجمات مسلحة تخطط لها مجموعات متطرفة لمناسبة الأعياد.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعم بلاده ومساندتها التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنته المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب، وذلك في ختام زيارة له للمملكة استمرت يومين.
وأوضح الباجي قائد السبسي، في مؤتمر صحافي بالرياض أول من أمس، أن هذه المبادرة "لا تكتسب أهميتها فقط من كونها مبادرة عسكرية بالأساس، بل لأنها مبادرة شاملة تصيب الهدف في الصميم، وتعالج مسألة الإرهاب من كل النواحي الدينية والسياسية والثقافية والعسكرية".
وقال الرئيس التونسي إن بلاده "مرت بمرحلة شبه غيبوبة في حربها على الإرهاب، ولكنها استعادت وعيها وهي في الطريق الصحيح"، مؤكداً عودة العلاقات التونسية السعودية إلى وضعها الطبيعي.
وأنهى الباجي قائد السبسي زيارة إلى المملكة العربية السعودية وصفها المراقبون بالناجحة، وقعت خلالها اتفاقات في مجالات الدفاع والأمن والدفاع المدني بين البلدين.