أكد سيرج بيرديغو، السفير المتجول لجلالة الملك، أن جائزة الحرية "مارتن لوثر كينج أبراهام جوشوا هيشل" الممنوحة للمغفور له صاحب الجلالة الملك محمد الخامس، مساء أمس الأحد بنيويورك، تمثل اعترافا ب"القناعات العميقة" و"المبادرات الشجاعة" للملك الراحل. وقال بيرديغو، في كلمة خلال حفل تسليم جائزة الحرية "مارتن لوثر كينج أبراهام جوشوا هيشل"، إن الجائزة تعد "اعترافا بالقناعات العميقة والمقاربة الأخلاقية والسياسية الشجاعة لجلالة ملكنا محمد الخامس، طيب الله ثراه، الذي أخذ على عاتقه حماية رعاياه من الطائفة اليهودية خلال مرحلة حرجة من تاريخنا".
وتبرز هذه الجائزة، التي تسلمتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء باسم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويمنحها طلاب وموظفو ومسؤولو المؤسسة المرموقة (كيفونيم)، رفض جلالة المغفور له الملك محمد الخامس الخضوع للقوانين الجائرة والعنصرية لحكومة فيشي، ومعلنا بقوة تشبثه بحماية المواطنين المغاربة المعتنقين للديانة اليهودية.
وذكر بيرديغو أنه بفضل الموقف الحازم لجلالته فإن "الطائفة اليهودية المغربية لم يجر سجنها ولا ترحيلها أو تصفيتها في معسكرات الاعتقال"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كانت ترزح فيه أوروبا تحت الانقسامات على أساس عرقي، رفض جلالة المغفور له الملك محمد الخامس هذا الأمر، مؤكدا بأن "كافة المغاربة، يهودا أو مسلمين، مشمولون بكامل حمايته."
وأشار بيرديغو إلى أن جلالة الملك أكد سنة 1940 .. "لا أؤيد إطلاقا القوانين الجديدة المعادية لليهود وأرفض إشراكي في اتخاذ إجراء لا أؤيده. أريد أن أخبركم بأنه، كما كان الحال في الماضي، سيظل الإسرائيليون تحت حمايتي وأرفض أن يقع التمييز بين رعاياي".
وقال بيرديغو إن هذا التصريح جاء خلال الاحتفال بعيد العرش في سنة 1940 حيث وجه جلالة المغفور له الملك محمد الخامس دعوة إلى وجهاء اليهود لحضور تلك الاحتفالات وأجلسهم بالقرب من المسؤولين الفرنسيين وأعضاء لجنة الهدنة الألمانية.
وقد تميز حفل تسليم الجائزة، الذي أقيم خلال حفل فخم داخل كنيس بناي جيشورون بقلب نيويورك، بالرسالة السامية لجلالة الملك محمد السادس، والتي تلاها السيد أندري أزولاي، مستشار جلالته.
وجرى الحفل بحضور رشاد بوهلال، سفير المغرب بالولاياتالمتحدة، وعمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، والسفير الأمريكي للتسامح الديني، ديفيد سابرشتاين، وكذا العشرات من الدبلوماسيين والأكاديميين والفاعلين في المجتمع المدني، الذين يمثلون الجاليتين اليهودية والمسلمة المقيمة في الولاياتالمتحدة وكندا.
ورفع الحضور خلال هذه الأمسية، المفعمة بالعواطف، أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد بواسع رحمته جلالة المغفور له الملك محمد الخامس ووريث سره المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما.
كما توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر الله جلت قدرته عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
واختتمت هذه الأمسية بتنظيم حفل للموسيقى اليهودية - العربية بمشاركة ميرا العوا وديفيد بروزا.