أكدت السلطات التونسية، اليوم الجمعة، أنها أحبطت مخططا إرهابيا كبيرا كان يستهدف مدينة سوسة الساحلية (145 كلم جنوبتونس العاصمة) التي كانت تعرضت في شهر يونيو الماضي لاعتداء على أحد فنادقها. وكشفت وزارة الداخلية، في سياق الحملة الواسعة ضد الإرهاب التي تم إطلاقها عقب العملية الانتحارية ضد حافلة لنقل الأمن الرئاسي، يوم الثلاثاء الماضي وسط العاصمة، أن الخلية التي أجهض نشاطها قبل أيام قليلة كانت تعتزم "مهاجمة بنيات أمنية وعسكرية واقتصادية، فضلا عن استهداف شخصيات سياسية".
وكان هدف هذه الخلية، التي تطلق على نفسها مجموعة (الفرقان)، "بت الفوضى وإبراز ضعف الدولة وعدم قدرتها على السيطرة على الوضع الأمني وفق مخططات وبيانات ورسومات وخرائط وصور تم حجزها" لدى أفرادها.
وتتكون هذه الخلية من نحو 30 تكفيريا من بينهم امرأة، وتضم مجموعتين يتزعمهما "عنصران خطيران عادا منذ فترة من سوريا"، وفق بيان لوزارة الداخلية التي أفادت بأن عناصر أخرى ضمنهما سبق لها أن تورطت في أحداث إرهابية وقعت سنة 2006.
وفضلا عن اعتراف أفراد هذا التنظيم الإرهابي بقتلهم رجل أمن بسوسة يوم 19 غشت الماضي، كشفوا أيضا عن محاولتهم اغتيال عضو مجلس نواب الشعب رضا شرف الدين رئيس فريق النجم الساحلي لكرة القدم في 8 أكتوبر المنصرم، في مسعى "لإرهاب السياسيين وإدخال البلبلة داخل الطبقة السياسية وإشعال النعرات الجهوية بين مختلف ولايات الجمهورية"، مؤكدين أن اختيارهم لرضا شرف الدين "يعود لكونه أحد رموز ولاية سوسة سياسيا ورياضيا واقتصاديا".
وفي 8 نونبر الجاري، أقامت وحدات الحرس الوطني كمينا بعد حصرها عناصر تكفيرية مشبوهة ورصدها لفترات مسترسلة بولاية سوسة والولايات المجاورة لها على امتداد أسابيع، تمكنت خلاله الوحدات من إيقاف إرهابيين مسلحين قادا إلى حجز مصالح الأمن لترسانة من الأسلحة تشمل رشاشات من نوع (كلاشينكوف)، ومسدøسات وبنادق صيد معدلة وعبوات ناسفة ومتفجرات.
وأمس الخميس، تم تقديم 31 متهما أمام النيابة العامة بتونس العاصمة، فيما لا يزال البحث جاريا عن ستة آخرين.
يذكر أنه في يوم 26 يونيو الماضي، تسلل شاب متشبع بأفكار تكفيرية إلى فندق بمنتجع القنطاوي بسوسة، ليطلق النار على النزلاء، مما أودى بحياة 38 سائحا أجنبيا معظمهم بريطانيون.
وتسببت هذه العملية في تكبيد القطاع السياحي خسائر إضافية بعد تلك التي تكبدها بعد الهجوم على متحف باردو (وسط العاصمة) في 18 مارس الماضي.