كتبت يومية "لاناثيون" الأرجنتينية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن المغرب يعتبر بلد الاستقرار الذي عرف كيف يسلك طريق النمو والازدهار بخطوات ثابتة على الرغم من وجوده في منطقة تعيش اضطرابات عميقة. وذكرت اليومية الواسعة الانتشار، في مقال تحت عنوان "المغرب يعيش ربيعا خاصا به"، أنه "بعيدا عن الربيع العربي لسنة 2010 الذي خلف ولايزال اضطرابات عميقة بعدد من دول المنطقة كمصر وليبيا وتونس وسورية والجزائر، فإن المغرب، استطاع أن يحقق نموا وازدهارا في ظل السلم والأمان".
واعتبر كاتب المقال، نوربيرتو فريخيريو، أنه عندما يتوفر القرار السياسي والحضور القوي للمؤسسات، يمكن التغلب على التهديدات والأخطار مثل التطرف الديني، مشيرا في هذا السياق إلى أن المغرب أبان عن حرصه الشديد على التمسك بهويته الوطنية والإسلامية، محافظا على حدوده بكل حزم، ومطلقا في الآن ذاته إصلاحات سياسية واقتصادية تضمن له تحقيق النمو.
وفي هذا السياق، اعتبر فريخيريو أن المغرب، الذي راكم مستويات من العلاقات مع أوروبا وإفريقيا، حقق خلال السنوات الأخيرة نموا مطردا، في إطار سعيه إلى إرساء اقتصاد السوق المفتوح والتنافسي.
واعتبر أن المغرب، الذي ينعم بنظام ملكي دستوري، تمكن، بكل ثبات، خلال السنوات الأخيرة من تحقيق تطور مهم تؤكده الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، والتي توقعت أن يسجل المغرب السنة الجارية نسبة نمو في حدود 6ر4 بالمائة، في وقت سترتفع هذه النسبة لتصل خلال السنة المقبلة إلى 8ر4 بالمائة على أن يواصل المغرب منحى النمو ليبلغ 5 بالمائة سنة 2017.
كما توقف الصحافي الأرجنتيني في مقاله عند الأرقام القياسية التي سجلها المغرب في إنتاج الحبوب (115 مليون قنطار) خلال الموسم الفلاحي الحالي، وحفاظه على ارتفاع قوي في المداخيل السياحية، بالإضافة إلى الاستثمارات النوعية المنجزة في مجال الفنادق، دون إغفال تأهيل ميناء طنجة، بوابة إفريقيا، والكهربة الشاملة لجميع مناطق البلاد، وتحقيق التكامل بين مختلف جهات المملكة من خلال الربط عبر الطرق السيارة، مبرزا أن هذه المنجزات تكشف عن مدى الاستقرار الذي تنعم به المملكة وحجم فرص الاستثمار التي تتيحها.
وبالموازاة مع ذلك، شدد فريخيريو على الأهمية التي تكتسيها الاتفاقية الموقعة بين بورصة الدارالبيضاء ومجموعة بورصة لندن لإطلاق برنامج "إيليت" المخصص لدعم ومواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية ذات قدرات النمو العالية، من أجل تزويدها بالأدوات الضرورية للاستفادة من مختلف مصادر التمويل التي توفرها السوق المالية بشكل عام، وسوق الرساميل على وجه الخصوص.
وذكر بالمناسبة بأن المغرب، ووفقا لما ورد في التقرير الأخير للبنك الدولي حول ممارسة الأعمال في العالم، تمكن من احتلال المرتبة 71 في الترتيب العالمي الذي يشمل 189 دولة.
وخلص كاتب المقال إلى أن المغرب استطاع أن يفرض ذاته على الساحة الدولية بثقة ويقين في المستقبل والأهم أنه أبان على كونه دولة قادرة على تمكين مواطنيها من الأمن والازدهار