أكد رئيس المجلس الإداري لمجموعة تعدين تركية، أتيلا دونات، أن المغرب بإصلاحاته القوية ومشاريعه ذات المستوى العالمي وبنيته التحتية الحديثة يتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، حيث أصبح منصة للعديد من الأسواق في جميع أنحاء العالم. وأضاف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المملكة التي تعد بوابة لأفريقيا، تستثمر في مختلف المجالات وتعتبر نموذجا لدول جنوب الصحراء، مبرزا أن الزيارة الملكية الأخيرة للقارة الإفريقية تبرز مرة أخرى، قدرة المغرب على دعم مسيرة هذه البلدان نحو تحقيق التنمية.
وأشار دونات إلى أن المشاريع المتعددة التي دشنها صاحب الجلالة في البلدان الأفريقية تدعم هذه الإرادة الراسخة للمملكة (رائدة التعاون جنوب - جنوب)، في تعزيز تعاونها متعدد الأوجه وإقامة شراكات مثمرة من أجل مستقبل مشترك وزاهر على أساس خطط التنمية المشتركة الحقيقية، بهدف تفعيل التضامن الإفريقي.
وأوضح أن المغرب، الذي يعد من أكثر الدول جاذبية للمشاريع الاستثمارية المباشرة في أفريقيا، ينهج سياسة الاستثمارات في الخارج ، حيث يستهدف بالأساس الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء من خلال المحافظة على المشاريع التي توجد في طور الإنجاز وإطلاق شراكات جديدة.
وقال رئيس المجلس الإداري لمجموعة التعدين التركية ، إن المغرب شهد بفضل الاستقرار ومناخ الأعمال الملائمين اللذين ينعم بهما، قفزة نوعية حيث قام بتحسين إطاره الماكرو اقتصادي وربط الإصلاحات بالحداثة للتموقع ليس كمنافس ولكن كشريك قوي في العديد من بلدان القارة .
وأكد أنه إلى جانب تضامن المغرب الفعال مع الدول الواقعة جنوب الصحراء ، فإن المملكة جلبت أيضا لإفريقيا التجربة والكفاءة مما يدعم مكانتها كحلقة وصل بين أوروبا وأمريكا والسوق الأفريقية التي تشهد نموا مدعما منذ عشر سنوات، وكفاعل أساسي في مستقبل هذه المنطقة الناشئة .
وأوضح دونات، وهو أيضا الرئيس المؤسس لغرفة التجارة والصناعة والخدمات المغربية في تركيا، أن هذا التوجه توج مؤخرا بالقرار الذي اتخذته مجموعة صناعة السيارات الفرنسية -بي إس إي- لبناء مصنع جديد في المغرب على غرار معمل رونو- نيسان، مبرزا في هذا الصدد أن المغرب أصبح مركزا لجذب صناعة السيارات العالمية، خاصة وأن هذا التوجه المتقدم يمنح للقطاعات المماثلة مزايا تشجيعية وتنافسية.
وقال المسؤول التركي إن هناك مجموعات عالمية مستقرة بالمغرب كمصنع إنتاج معدات الطيران وتجميعها (فيجياك أيرو) ومصنعي المعدات مثل فرع شركة ايرباص (أيروليا) ، وشركة الكوا الأمريكية، وبومباردييه الكندية، مشيدا في هذا الصدد ،بالأداء الاقتصادي الجيد وبتحسين البنية التحتية.
كما أبرز أن المشاريع الهامة الجاري إنجازها في المملكة ومن بينها قطاع الطاقات المتجددة ، جعلت من المغرب بلدا رائدا في تطوير الطاقة النظيفة، فضلا عن خطة التنافسية الصناعية لتنويع الاستراتيجيات القطاعية للتنمية.
وأوضح دونات أن تصدير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لبعض الدول يدل على أن هذه الأخيرة أعطت ثمارها وحققت نجاحا على جميع المستويات ، مضيفا أنه حان الوقت للتفكير معا بين المغرب، باعتباره بوابة للمستثمرين الدوليين في أفريقيا ومركزا للنمو في المستقبل، وتركيا باعتبارها بوابة غرب أوراسيا، في استراتيجيات مشتركة ستمكننا جميعا من الولوج للأسواق والاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد العالمي .
وخلص إلى التأكيد على أن المملكة حققت تقدما كبيرا ويجب أن تستمر على نفس مسار الإصلاحات الهيكلية بهدف تنويع النسيج الإنتاجي، مضيفا أن حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس مكنا المغرب من وضع الإصلاحات الضرورية وتسريع وتيرة تفعيل المشاريع التي انخرط فيها على مسار البلدان المتقدمة.