أكدت كاتبة الدولة الفرنسية السابقة في التجارة الخارجية، آن ماري إيدراك أن قطاعي الصناعة والأبناك بالمغرب بلغا مستوى من النضج، كفيل بتحقيق تطورهما على الصعيد الدولي، وخاصة في افريقيا. وأبرزت إيدراك، خلال ندوة نظمتها مساء أمس الثلاثاء سفارة المغرب بباريس في موضوع "المغرب فاعل في العلاقات بين اروبا وافريقيا"، نماذج لبعض المجموعات التي نجحت في تعزيز حضورها في القارة الافريقية، خاصة في القطاع البنكي، مشيرة الى أن الأبناك الفرنسية مدعوة للاستفادة من العلاقات المتينة مع نظيراتها المغربية، من أجل ولوج هذه السوق التي تتوفر على امكانيات هائلة.
وأضافت أن المغرب يشكل جسرا للمقاولات الفرنسية نحو افريقيا، مشددة في هذا الصدد على نسج شراكات ثلاثية الأطراف.
وقالت إن المغرب وفرنسا بإمكانهما اعطاء بعد اضافي لمفهوم التوطين المشترك، والتنمية المشتركة من خلال ادراج افريقيا جنوب الصحراء، مبرزة أن مصنع رونو طنجة يشكل نموذجا رائعا لنجاح هذا التصور.
وذكرت بالاستراتيجية الطموحة التي ينهجها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تجعل من المملكة جسرا بين أوروبا وافريقيا، مضيفة أن مختلف الزيارات التي قام بها جلالة الملك لعدد من البلدان الافريقية، ساهمت في تعزيز هذا الدور.
وأبرزت إيدراك، من جهة اخرى، أن المغرب طور بنيات أساسية خاصة في مجال اللوجستيك والنقل والمحيط الحضري، فضلا عن احداث مراكز مالية ومراكز للكفاءات، مشيرة الى أنه يتعين على المقاولات الفرنسية الاستفادة من مختلف الفرص التي تتيحها المملكة من أجل ولوج السوق الافريقية.
من جهته، أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي نزار بركة أن التوجه الافريقي للمغرب يعزى الى الروابط الجغرافية والثقافية والدينية، مبرزا أن دستور 2011 يؤكد على أهمية تعزيز العلاقات مع افريقيا.
وقال إن التزام المغرب في افريقيا يتخذ عدة ابعاد تتعلق بالتنمية البشرية والتعاون الثقافي وتكوين الأئمة وبالحضور القوي لمجموعات مغربية في عدد من القطاعات، ومنها الأبناك والاتصالات والمعادن، معتبرا أن المغرب يشكل أرضية للربط مع إفريقيا بفضل رحلات شركة الخطوط الملكية المغربية.
وأوضح بركة أن الرؤية الاستراتيجية للمغرب تجاه افريقيا تقوم على عدد من الركائز، منها الاندماج الاقتصادي والنمو المشترك والتنمية المستدامة، مشيرا الى أنه بفضل القطب المالي للدار البيضاء ستصبح المملكة قطبا جهويا حقيقيا.
من جانبه، تطرق رئيس دائرة الاقتصاديين الفرنسيين جان هيرفي لورانزي الى السياسة الافريقية التي تنهجها المملكة، مذكرا بمختلف المشاريع التي اطلقها المغرب في هذه القارة، والتي تشكل تجسيدا رائعا لنجاح هذه السياسة.
وكان سفير المغرب بفرنسا السيد شكيب بنموسى قد أكد في بداية الندوة أن الرؤية الافريقية للمغرب تعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية والدينية بين الطرفين.
واستعرض أيضا مختلف المبادرات التي قام بها المغرب بافريقيا، والمشاريع العديدة التي تم اطلاقها في بعض بلدان القارة.