وضعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء الجمعة الماضي، 18 رجل أمن من الرباطوسلا و تمارة، رهن الحراسة النظرية، بتعليمات من الوكيل العام للملك بالرباط.
وباشرت البحث معهم على خلفية الاشتباه في تورطهم ضمن شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، يقودها المدعو " ولد هيبول " بتمارة ، فيما أخلي سبيل حوالي 7 آخرين، على أساس عودتهم مجددا لاستكمال التحقيق، و انتظار تعليمات النيابة العامة.
و استنادا إلى مصدر موثوق، مازالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بصدد الاستماع إلى أفراد آخرين في جهاز الأمن بالمدن الثلاث سالفة الذكر، برتب مختلفة، على خلفية الاشتباه في علاقتهم بالقضية.
و توقع المصدر ذاته أن تتسع لائحة المعتقلين في الملف المثير، و يرتقب أن يكونوا أحيلوا، أمس ( الأحد )، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.
و يتعلق الأمر بعميد شرطة يشغل منصب رئيس دائرة أمنية بتمارة و مفتشين و ضباط بمصالح الشرطة القضائية بالرباط و سلا و تمارة، ومن بين الموقوفين شقيق مسؤول بقسم التوظيف بالمديرية العامة للأمن الوطني.
ووضعت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أيديها على " أدلة و حجج قوية " في مواجهة بعض الموقوفين، ما كان وراء التعجيل بقرار و ضعهم رهن الحراسة النظرية.
ووضعت الفرقة الوطنية خطة للإيقاع بالأضناء، إذ استدعى المفتشون و الضباط و العمداء المتورطون إلى مقرات عملهم من طرف رؤسائهم المباشرين على عجل، بدعوى وجود استنفار أمني يستدعي تدخلا فوريا.
وعند و صولهم وجدوا حافلات ل " السيمي" في انتظارهم، فصعدوا إليها و هم يتبادلون التحايا و الأحاديث، ليفاجؤوا بهذه الحافلات تسلك الطريق السيار، قبل أن يجدوا أنفسهم في ضيافة الفرقة الوطنية، و يشعروا بالتهم المنسوبة إليهم من طرف ضباط هذه المصلحة.
و اكتشف تورط رجال الأمن الموقوفين عن طريق الصدفة، إذ بينما كانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تعمق أبحاثها مع أفراد شبكة " الليبي " الدولية ، خلصت إلى وجود علاقة لهذه الشبكة بشخص يدعى " ولد هيبول " ، وهو مروج مخدرات كبير معروف بمدينة تمارة.
وقد انتقلت الفرقة الوطنية إلى الظنين و ألقت القبض عليه، و بعد البحث و التفتيش، عثر على أدلة تثبت تورط عدد كبير من رجال الأمن بالرباط و سلا و تمارة، ليتقرر وضع كمين لهم من أجل إيقافهم و اقتيادهم إلى البحث .
و استنادا إلى المعلومات المتوفرة ، واجه ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية رجال الأمن المتورطين بالأدلة و الحجج الثابتة ، فلم يجدوا بدا من الاعتراف بالمنسوب إليهم ، فيما انخرط آخرون في البكاء.