أعلن مدعي باريس، اليوم الثلاثاء، أن التحقيق حول الهجوم الذي نفذه ياسين صالحي يوم الجمعة في فرنسا أكد "الدافع الارهابي" لدى المشتبه به الذي قطع رأس رب عمله وحاول تفجير مصنع كيميائي، مؤكدا كذلك ارتباطه بتنظيم الدولة الاسلامية "داعش". وقال المدعي فرنسوا مولان، خلال مؤتمر صحافي، إن التحقيق "يكشف عن دافع إرهابي في عمل ياسين صالحي ولو أنه يجد تبريره لاعتبارات شخصية"، مشيرا الى طريقة تدبير جريمة القتل وإخراجها وإرتباط المشتبه به مع فرنسي موجود في سوريا أرسل له صور الرأس المقطوع وتوجيه طلب الى تنظيم الدولة الاسلامية لبثها.
وكان وزير الداخلية برنار كازنوف قد كشف أن الشخص الموقوف على خلفية الاعتداء الإرهابي على مصنع في جنوب شرق فرنسا يوم الجمعة، يدعى ياسين صالحي،و يبلغ 35 عاما من العمر، منحدر من المنطقة نفسها. وأضاف أن الاستخبارات رصدته بين 2006 و2008، وأكد أن صالحي، وهو أب لثلاثة أبناء، "على علاقة بالتيار السلفي" لكن سجله القضائي فارغ.
ولفت صالحي المولود في بونتراليه، القريبة من الحدود السويسرية قبل 35 عاما، من أب جزائري وأم مغربية، نظر الأجهزة الأمنية ابتداء من 2005-2006، لأنه كان يخالط مجموعة من الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام المتطرف.
ويتذكر إمام مسجد بونتراليه ناصر بن يحيى أن ياسين صالحي "كان شابا هادئا، لم يكن عصبي المزاج. كانت تسرني رؤيته في المسجد، كان مريحا". وأعرب عن "صدمته الشديدة" لما يؤخذ على هذا الشاب المتهم بأنه أقدم خلال الهجوم على قطع رأس رب عمله الذي يبلغ الخمسين من عمره.
وأضاف أن ياسين صالحي كان لا يزال صغيرا عندما توفي والده. وقد باعت "والدته بيتهم في بونتراليه وغادرت"، لكن الإمام لا يعرف إلى أين.
واعتبر إمام المسجد أنه "كان منعزلا، أي الهدف المثالي للمتطرفين الذين يبحثون عن ضحاياهم".
مرحلة بيزانسون
غادر صالحي بونتراليه إلى بيزانسون التي تبعد ستين كيلومترا، حيث استقر مع زوجته وأولاده الذين كانت أعمارهم تتراوح في تلك الفترة بين ثلاث وتسع سنوات.
وفي 2013، لفت نظر الأجهزة الأمنية لاختلاطه بأشخاص يقيمون على ما يبدو صلات بالإسلام المتطرف. ولأنه بدأ يرتدي الجلابية ويرخي لحيته، حمل على الاعتقاد أنه قريب من الأوساط السلفية، على غرار شبان آخرين.
لكن المصدر قال إنه لم يؤخذ عليه أي تصرف مشين، ولم يلاحظ عليه أي تغيير في تصرفاته باستثناء ثيابه.
مرحلة سان-بريست
في أواخر 2014، غادر ياسين صالحي المنطقة مع عائلته واستقر في سان-بريست بضاحية ليون، في شقة تقع في الطابق الأول.
وتحدث الجيران عن "عائلة منعزلة" تعيش حياة هادئة، حسب وكالة فرانس بريس، وقالت امرأة طلبت التكتم على هويتها، تضيف ذات الوكالة، "كان أولادهم يلعبون مع أولادي، إنهم لطفاء وعاديون".
ووأضح جار آخر، حسب الوكالة الفرنسية، "لم يكن يتحدث مع أحد. كنا نتبادل فقط صباح الخير-مساء الخير"، مشيرا إلى أن ثياب صالحي لم تكن تلفت الأنظار أيضا. كانت لديه لحية صغيرة فقط". وأكد شاب أنه "لم ير أبدا" ياسين صالحي في مسجد سان-بريست.
وقد وجد ياسين صالحي عملا في شركة نقل. وقالت زوجته لإذاعة أوروبا 1 قبل توقيفها أنه "كان يقوم بتسليم طلبيات".
وأضافت "نحن مسلمون عاديون، نصوم رمضان. لدينا ثلاثة أولاد، ونعيش حياة عائلية طبيعية"، مشيرة إلى أنها لا تفهم لماذا قام زوجها بهذا الاعتداء.