تميز اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الاتصال، يوم السبت 2 ماي الجاري، حول موضوع "تطور الصحافة الإلكترونية المغربية ..بين إكراهات النموذج الاقتصادي وتحديات الممارسة المهنية"، بالمعهد العالي للاعلام والاتصال، بتنظيم أربع ورشات تمحورت حول "الحماية القانونية للصحافيين"، و"النموذج الاقتصادي للمقاولة الصحفية الإلكترونية وآليات الدعم"، و"أخلاقيات المهنة والتنظيم الذاتي في الصحافة الإلكترونية"، و"حاجيات التكوين في الصحافة الإلكترونية". كما تميز هذا اللقاء، الذي يروم فتح النقاش حول أخلاقيات المهنة وتعزيز قدرات الصحفيين والرفع من أدائهم المهني من خلال التكوين وكذا التنظيم الذاتي للمهنة، بإلقاء ثلاث مداخلات، الأولى حول "التأطير القانوني للصحافة الإلكترونية"، ألقاها الاستاذ علي كريمي أستاذ باحث ورئيس مركز الدراسات الاعلامية وحقوق الانسان، والثانية حول "الكتاب الأبيض لتأهيل الصحافة الإلكترونية المغربية" قدمها الاستاذ والباحث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال عبد الوهاب الرامي، بالاضافة إلى مداخلة ثالثة سلط الضوء من خلالها الاستاذ يحيى اليحياوي، الخبير والمتخصص في مجال علوم الإعلام، على "التحديات التكنولوجية وتطوير المحتوى والعرض الإخباري" ..
وشكلت هذه المداخلات وكذا الورشات المنظمة في إطار هذا اليوم، مناسبة للحاضرين لتسليط الضوء على التحديات التكنولوجية التي يواجهها القطاع وعلى المقتضيات القانونية الجديدة الخاصة بالصحافة الإلكترونية التي تضمنها مشروع مدونة الصحافة والنشر، وتحسيس الصحافيين والعاملين في القطاع بأهمية الاعتراف القانوني بالصحافة الالكترونية ومهني القطاع..
وقد تمخضت الورشات المنظمة خلال ذات اليوم عن مجموعة من التوصيات التي همت المحاور الاربعة التي اشتعل عليها الصحفيون بمساهمة بعض الاساتذة المختصين، وذلك لأجل تضمينها وإضافتها للتوصيات التي جاءت في الكتاب الابيض الخاص بتأهيل الصحافة الالكترونية المغربية، والذي صيغ من طرف لجنة علمية مكونة من مختصين وفاعلين في القطاع، نسق أعمالها ومهامها الاستاذ عبد الوهاب الرامي، اعتمادا على النتائج والتوصيات التي تمخضت عنها أشغال اليوم الدراسي المنظم يوم 10 مارس 2012، بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط.
يشار إلى ان اللقاء، الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من شهر ماي من كل سنة، استُهلّ بكلمة لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي الذي ركز، بعد تشخيص وضعية الصحافة الالكترونية والتحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع، على ضرورة التنظيم الذاتي للمهنة وتأهيل النموذج الاقتصادي والمنظومة القانونية لتحقيق الاعتراف الكامل، و تعزيز الاستثمار في البنيات التحتية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال..
بعد ذلك تناول الكلمة كل من يونس مجاهد، الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، نور الدين مفتاح، رئيس فدرالية الناشرين. وركزت كلمة مجاهد على الإشكالات التي تعترض الإعلام الرقمي، حيث دعا إلى تطوير النموذج الاقتصادي للصحافة الإلكترونية وضمان مستوى عال من المهنية والحرص على حماية الصحفيين والتعامل مع إشكالية الإعلانات وتحفيز الاستثمار في هذا المجال... فيما اعتبر مفتاح ان الصعوبات المطروحة امام الممارسة الصحفية لا يمكن التغلب عليها في ظل استمرار الاعتقاد بفكرة وجود "تصادم بين الصحافة الورقية ونظيرتها الرقمية"، مؤكدا على وجود "تكامل بينهما"، حاثا على توحيد صفوف الصحفيين في مواجهة "الدخلاء على مهنة الصحافة"، معتبرا أن الصحافة الإلكترونية في حاجة اليوم إلى تكاثف الجهود وتنظيم مهني قوي لمواجهة الوضع الحالي..