عزيز الدادسي لم تخف حركة "التوحيد والجهاد" ارتباط شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنهم بموجب عفو ملكي بها، مؤكدة على أنهم شيوخها الذين خرجوا من السجون المغربية في دلالة على أن التنظيم، الذي أعلن عن نفسه في بيان مكتوب بالدم، هو تنظيم على ارتباطات دولية واضحة ويريد تطبيق الشريعة في كافة البلدان الإسلامية. وجاء البيان ليؤكد ارتباط شيوخ السلفية الجهادية بتنظيمات دولية ذات نفس إرهابي مرتبطة أو متعاطفة مع تنظيم القاعدة الدولي، وكان الشيخ عمر حدوشي قد أصدر أشهرا قبل خروجه من السجن شريطا مصورا يؤكد فيه ولاءه لبن لادن (قبل مقتله) ونائبه أيمن الظواهري، الذي تولى قيادة التنظيم، وتنظيم القاعدة وطالبان، ومع خروجه من السجن أكد أنه لم يتراجع عن شيء من أفكاره. وعزز البيان ما قاله الحدوشي إذ قال إن الطواغيت، وهو مفهوم يعني الحاكم الخارج عن شرع الله، ما زالوا يطلبون من مشايخنا التوبة عن الإسلام، وهذا الأخير في نظر جماعة التوحيد والجهاد ليس سوى الإرهاب الذي يجد له مبررات شرعية من وجهة نظر هؤلاء. وشدد البيان على جميع الأفكار التي ظل يطلقها شيوخ السلفية الجهادية والتي من أجلها دخلوا السجن والذي خرجوا منه دون إحداث مراجعات فكرية تحت ضمانات مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، مما يعني الارتباط الدولي للشيوخ بالحركات الإرهابية الداعية للقتل والتدمير. وحمل البيان تهديدات مبطنة بالقيام بأعمال إرهابية حيث قال إن الإسلام لا يقوم إلا الأشلاء والدماء وذلك بعد أن تحدث عمن أسماهم الشهداء المرتبطين بأحداث 16 ماي الإرهابية بما يعني أن الإرهابيين يستعدون للثأر لما يسمى شهداءهم، وقد أصبحت الفرصة مواتية بعد خروج شيوخ الإفتاء من السجن. وردت جماعة التوحيد والجهاد الصاع صاعين لوزير العدل والحريات، وهو الذي كان يعتقد أنه بفعله هذا سوف يكسب ود السلفية الجهادية، غير أنهم اعتبروا إطلاق سراح شيوخهم فضل من الله وأن الرميد ليس سوى واحدا من المتخاذلين عن نصرة الإسلام والمسلمين وتوعدت الحكومة التي وصفتها بالمتخلفة واعتبرت طريقتها في تدبير ملف السلفية الجهادية مجرد در للرماد في العيون وأن الحل يقوم على الأشلاء والدماء.