عبرت الأطراف المشاركة في المفاوضات السياسية الليبية الجارية حاليا بالصخيرات، ضواحي الرباط، عن ترحيبها بمقترح بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الرامي إلى تقريب المواقف وتسريع وتيرة المفاوضات، حسب ما علم لدى البعثة الأممية. وقال السيد سمير غطاس الناطق باسم البعثة الأممية ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أمس الثلاثاء، إن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، استعرض أفكار البعثة التي تمثل "قاعدة يمكن للأطراف أن تشتغل انطلاقا منها" بغرض إيجاد حل للأزمة السياسية والنزاع المسلح الذي تشهده ليبيا منذ شهور.
وأوضح السيد غطاس أن النقاشات جرت في جو "إيجابي"، مضيفا أن هذه المقترحات أضفت "دينامية جديدة" على المفاوضات التي تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي على الأراضي المغربية تحت رعاية الأممالمتحدة بحضور سفراء أجانب كمراقبين.
وأضاف أن الأطراف ستنكب اليوم الأربعاء على القضية المتعلقة بأسماء الشخصيات التي ستشارك في حكومة الوحدة الوطنية الليبية المقبلة، فيما سيتم غدا الخميس إتمام العمل على النقط المتعلقة بالترتيبات السياسية والحكومة.
وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا قد قدمت الثلاثاء مجموعة من "الأفكار" الهادفة إلى تقريب مواقف أطراف النزاع الليبي وتسريع وتيرة المحادثات.
وتأتي هذه الأفكار بعد مجموعة من الزيارات قام بها الوسيط الأممي أول أمس الاثنين لمدينتي طبرق وطرابلس حيث التقى على الخصوص برئيس المؤتمر الوطني العام "برلمان طرابلس"، ووزير خارجية الحكومة الليبية المؤقتة.
وحسب البعثة الأممية، فإن هذه الأفكار التي تم طرحها " تعد أولا وقبل كل شيء أفكارا ليبية، تمت بلورتها بعد إجراء مناقشات واسعة النطاق مع الأطراف"، مسجلة أن هذه المقترحات "تستجيب لانشغالات جميع الأطراف التي يتعين عليها تقديم تنازلات".
ووفقا لبعثة الأممالمتحدة، فإن هذه الأفكار التي "لا تمثل حلا نهائيا للأزمة السياسية الليبية والصراع العسكري"، تتمحور حول احترام الانتخابات ونتائجها، واحترام شرعية الدولة ومؤسساتها، بما في ذلك السلطة القضائية وجميع المؤسسات الأخرى، وكذا الالتزام بمبادئ ثورة 17 فبراير، وخصوصا الديمقراطية وحقوق الإنسان وإقامة دولة القانون.
وتقترح البعثة في المقام الأول تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة لا تنتمي لأي حزب ولا ترتبط بأي مجموعة وتكون مقبولة من قبل جميع الأطراف وجميع الليبيين.
وتقترح البعثة أيضا مجلسا للنواب، باعتباره هيئة تشريعية تمثل جميع الليبيين، ثم مجلسا أعلى للدولة مستلهما من مؤسسات مماثلة موجودة في عدد من البلدان، باعتبارها هيئة أساسية في إدارة الدولة، وجمعية تأسيسية.
يذكر أن السيد ليون وصل بعد ظهر أمس الثلاثاء إلى الصخيرات من أجل استئناف المشاورات مع أطراف الأزمة الليبية.