دعا ميلودي مخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، امس الجمعة بالدار البيضاء، الحكومة وأرباب العمل إلى اعتماد الحوار الاجتماعي والتفاوض الجماعي كاختيار استراتيجي لا بديل عنه. وأوضح مخاريق خلال افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الذي حضره على الخصوص رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وعدد من الوزراء وممثلي مجموعة من الأحزاب والنقابات المغربية والدولية، أن اعتماد الحوار الاجتماعي كخيار استراتيجي، "يستدعي توفير أجواء تسودها النوايا الحسنة واستعداد كل طرف للاستماع إلى الآخر، وتشجيع وجود منظمات نقابية قوية ذات تمثيلية كبيرة".
وشدد الأمين العام خلال هذا المؤتمر المنظم تحت شعار "60 سنة من الكفاح والوفاء في خدمة الطبقة العاملة المغربية "، على أهمية إعطاء الأولوية لخلق نوع من التوازن بين الجوانب والأبعاد المالية والماكرو اقتصادية ومستويات التماسك الاجتماعي والتوازن المجتمعي، مطالبا بالإسراع بحل إشكالية البطالة عبر سن سياسة اقتصادية جديدة كفيلة بخلق الأعداد الكافية من مناصب الشغل .
ومن جهة أخرى أبرز مخاريق أن الاتحاد حافظ عبر مسيرته الطويلة ، على "هويته وأصالة الحركة النقابية المغربية فلم يتركها مطية لأهواء حكومة أو مطامح أحزاب، أو مصالح رب عمل، بل جعلها دائما وفية لأصولها متشبثة بمبدئها ، مدافعة عن تطلعها وآمالها فكانت بذلك التجسيد الحقيقي للطبقة العاملة المغربية ولمسارها التاريخي ولهويتها وأصالتها".
وأكد على ضرورة استمرار مسلسل النضال الوحدوي الذي أعلن عنه في 29 يناير 2014 من خلال اجتماع ضم ممثلي مركزيات نقابية .
وقال إن الاتحاد قد أولى اهتماما خاصا للعلاقات الدولية من خلال علاقاته التاريخية المتينة مع التنظيمات النقابية الصديقة وفي جل المحافل والهيئات الدولية مما مكنه من توظيف مكانته وإشعاعه الدولي للدفاع عن قضايا العمال ومؤازرة حقوق المنظمات النقابية في كل بقاع العالم وبشكل خاص بالمغرب العربي والعالم العربي وإفريقيا.
وتم بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر، الذي ينعقد بتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل، تكريم أسرة المرحوم المحجوب بن الصديق الأمين العام السابق للاتحاد.
ويتضمن جول أعمل المؤتمر الذي يستمر إلى يوم غد السبت، - حسب وثيقة تم توزيعها على الخصوص ، مناقشة التقرير العام للمؤتمر، وتشكيل اللجان الموضوعاتية ، وعرض تقارير ومقررات لجان المؤتمر والمصادقة عليها، وعرض التقرير المالي وتشكيل لجنة الترشيحات، واقتراح والمصادقة على توصيات تنظيمية ، وتقرير لجنة الترشيحات حول الأجهزة المسيرة للاتحاد.
ويشارك في المؤتمر حوالي ألفي مؤتمر يمثلون مختلف التنظيمات النقابية المهنية المؤطرة للطبقة العاملة المغربية في القطاعين العام والخاص والمؤسسات العمومية المنضوية تحت لواء الاتحاد منتدبين عن مختلف القطاعات المهنية والجامعات والنقابات الوطنية و58 اتحادا جهويا ومحليا من مختلف المناطق المغربية.
كما أن النساء العاملات يشكلن نسبة 30 في المائة من العدد الإجمالي للمؤتمرين منهم حوالي 38 في المائة من الشباب تقل أعمارهم عن 35 سنة.
ويحضر أشغال المؤتمر ضيوف من ممثلي المنظمات النقابية من 60 بلدا، منهم المدير العام لمنظمة العمل العربية وممثل كل من المدير العام لمنظمة العمل الدولية بجنيف، والأمينة العامة للاتحاد الدولي للنقابات.