يحتفل العالم، اليوم الجمعة، باليوم العالمي للسعادة، والذي جاء بناء على مبادرة دولة "بوتان"، والتي أقرت بأثر زيادة مستوى السعادة الوطنية على زيادة مستوى الدخل القومي، منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي الدولة التي اعتمد نظامها الاقتصادي شعاره المشهور بأن "السعادة الوطنية الشاملة هي أهم ناتج قومي للبلاد". وقد أطلقت منظمة الأممالمتحدة هشتاج "HappySoundsLike# على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ليتبادل عليه مستخدموا الهشتاج صورا ومقاطع مصورة تعبر عن سعادتهم.
وحرصت الأممالمتحدة على الاحتفال باليوم العالمي للسعادة، رغم الأجواء المتوترة التي تسيطر على أنحاء كثيرة من العالم، لا سيما في الشرق الأوسط، وما يدور فيه من نزاعات مع جماعات متطرفة.
وتبادل مستخدموا تويتر الصور ومقاطع الفيديو من جميع أنحاء العالم عبر الهشتاج، من خلال إيصال المساعدات للشعوب الفقيرة، لا سيما في دول غرب إفريقيا.
كما أعدت الأممالمتحدة أغنية "كن سعيدا" ومقطع فيديو للأمين العام بان كي مون، يردد عبارة "كن سعيدا" بأكثر من لغة أبرزها العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الصينية".
وفي رسالة بالمناسبة، قال قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون "أتمنى لكل فرد في جميع أنحاء العالم يوما سعيدا جدا في اليوم الدولي للسعادة! إن السعي لتحقيق السعادة عمل جاد. فتحقيق السعادة للأسرة البشرية بأسرها يعد أحد أهداف الأممالمتحدة الرئيسية. وتوفير السلام والازدهار والحياة الكريمة للجميع هو ما نسعى إليه. إننا نريد أن يتمتع جميع الرجال والنساء والأطفال بحقوقهم الإنسانية كافة. إننا نريد أن تعرف جميع البلدان بهجة السلام. إننا نريد أن تُظلِّل الناس والكوكب معا نعمة التنمية المستدامة، وأن يكونا في مأمن من الآثار الكارثية لتغير المناخ. فلنعرب عن شكرنا لما يجعلنا سعداء. ولنكرس جهودنا لملء عالمنا بالسعادة. شكرا."
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون قد قال، في إجتماع رفيع المستوى عقد على هامش فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بعنوان "السعادة ورفاه المجتمع والنموذج الإقتصادي الحديث"، ان العالم بحاجة الى "نموذج إقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الإقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة والرفاه المادي والإجتماعي وسلامة الفرد والبيئة، ويصب في تعريف ماهية السعادة العالمية".
وقد عقد الإجتماع آنذاك بناءا على مبادرة من دولة بوتان، وهي التي أقرّت بأثر زيادة مستوى السعادة الوطنية على زيادة مستوى الدخل القومي منذ سبعينات القرن الماضي، واعتمد نظامها الإقتصادي شعاره المشهور بأن السعادة الوطنية الشاملة هي أهم ناتج قومي للبلاد.
وفي قرار اتخذته الجمعية العامة (66/281) بتاريخ 28 يونيه 2012، تم اعتماد يوم 20 مارس من كل عام يوما دوليا للسعادة إعترافا بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد إطر السياسة العامة، وضرورة اتباع نهج أكثر شمولا وإنصافا وتوازنا تجاه النمو الاقتصادي في سبيل تحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاه لجميع الشعوب.
وطالبت الجمعية العامة في قرارها جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد، إلى الاحتفال باليوم الدولي للسعادة بطريقة مناسبة، والاضطلاع بأنشطة مختلفة لتثقيف الجمهور وتوعيته بشأن اليوم الدولي للسعادة، وذلك لأن الأممالمتحدة تدرك أن السعي إلى تحقيق السعادة هدف إنساني أساسي، وان السعادة والرفاه هدفين ومطمحين لشعوب العالم أجمع.