أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الخميس 22 يناير أن بين الجهاديين الذين تراقبهم قوات الأمن الفرنسية "عسكريون سابقون" و"عناصر من أجهزة أخرى". وقال لودريان لإذاعة "ار تي ال": "هناك بين الجهاديين عسكريون سابقون وعناصر من أجهزة أخرى ولا أعتقد أنه من الضروري تحديد لوائح الانتماء إلى هذا المجال الاجتماعي أو ذاك للقول أن الإرهاب يأتي من هنا".
ورفض لودريان الكشف عن عدد العسكريين السابقين المعنيين الذين قدرت وسائل الإعلام الفرنسية عددهم بعشرة.
وأضاف لودريان أن "مكافحة الإرهاب تتطلب حدا أدنى من السرية للعمل، وأعتقد أنه من الأفضل عدم قول المزيد".
وفيما يتعلق بوزارته، شدد لودريان على أن الجيش يراقب عن كثب مخاطر التطرف بين صفوفه وكذلك حالات الجنود الذين التحقوا بالجهاديين في العراقوسوريا.
وكان مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية قد أقر بانضمام 10 عسكريين فرنسيين سابقين إلى جماعات جهادية متطرفة، معربا عن قلقه من استشراء التطرف داخل جيش بلاده.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن المصدر قوله "نقدر بعشرة حاليا عدد العسكريين السابقين الذين انضموا إلى هذه الشبكات هناك"، مؤكدا بذلك قسما من المعلومات التي نشرتها بهذا الشأن إذاعة "أر أف إي" وصحيفة لوبينيون.
وأشار المصدر العسكري الفرنسي إلى أن القلق "لا يتعلق بالعسكريين السابقين ... قلقنا يقوم على الحؤول دون تفشي هذه الظاهرة المتطرفة في جيوشنا".
ولمواجهة مثل هذه المخاطر، عززت فرنسا إدارة حماية وأمن الدفاع التي تجري تحقيقات داخلية على علاقة بالمخابرات الداخلية مع تجنيد 65 شخصا. ويبلغ طاقم الجهاز حوالى 1000 شخص مكلفين بفحص ملفات التجنيد.
وذكرت إذاعة "أر اف إي" وصحيفة لوبينيون الأربعاء أن نحو 10 عسكريين فرنسيين سابقين، كان بعضهم ينتمي إلى القوات الخاصة والفرقة الأجنبية، انضموا إلى صفوف الجهاديين في العراقوسوريا تحت رايات مختلفة.
وردا على سؤال حول هذه المعلومات، قدم وزير الدفاع جان ايف لودريان تاكيدا جزئيا. وقال في مؤتمر صحافي حول الإجراءات الجديدة لمكافحة الإرهاب التي اتخذتها الحكومة الفرنسية إن هناك "حالات لعسكريين سابقين أغرتهم مغامرة جهادية نادرة جدا"، مضيفا أن "إدارة حماية وأمن الدفاع ستعزز يقظتها، وستزداد الوسائل التي في حوزة هذه الإدارة".
وقالت إذاعة "أر اف إي" إن معظم هؤلاء العسكريين الفرنسيين السابقين يقاتلون في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن أحدهم يتولى قيادة مجموعة من نحو عشرة فرنسيين قام بتدريبهم للقتال في منطقة دير الزور الواقعة شمال شرق سوريا.
وذكرت الإذاعة على موقعها الإلكتروني أن "آخرين خبراء متفجرات ... شباب في العشرين من العمر، اعتنق بعضهم الإسلام في حين ينتمي آخرون للثقافة العربية المسلمة".
ومن جهة أخرى، أوضحت صحيفة لوبينيون على موقعها الإلكتروني أن أحدهم خدم في فرقة المظليين في سلاح مشاة البحرية في بايون، وهي من فرق النخبة في الجيش الفرنسي ملحقة بقيادة العمليات الخاصة، وتابع فيها تدريب كوماندوس على التقنيات القتالية وإطلاق النار وأساليب النجاة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بعد خمسة أعوام من الخدمة، انضم هذا العنصر السابق في القوات الخاصة المنحدر من عائلة من أصول مغربية، إلى شركة أمنية خاصة عمل لحسابها في مواقع نفطية في شبه الجزيرة العربية، مضيفة "في تلك الفترة تحول تدريجيا إلى الفكر المتطرف وأرخى لحيته وتبع الإيديولوجية الإسلامية (المتطرفة)"، مؤكدة نقلا عن مصادر مقربة من الملف، أنه توجه الى سوريا بعد تسريحه.
هذا وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اعلن عن فرض رقابة على نحو ثلاثة آلاف شخص في فرنسا يشتبه بعلاقتهم بما يحدث في العراقوسوريا. وكشف فالس أن فرنسا تعتزم توفير 2680 وظيفة جديدة في مجال مكافحة الإرهاب في السنوات الثلاث القادمة، بما في ذلك 1400 وظيفة ضمن وزارة الداخلية، وذلك على خلفية الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها باريس.
كما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي أنه سيجري تقديم دعم مالي للأجهزة الأمنية والاستخبارية مقداره 425 مليون يورو خلال ثلاثة أعوام.