جنحت سفينة تقل 450 مهاجرا سريا، تعطلت وهجرها طاقمها ليلة الخميس- الجمعة، بالقرب من السواحل الايطالية، حيث بدأ سلاح الجو الايطالي عملية إنقاذ. وأعلن سلاح الجو الايطالي، في بيان، أنه أرسل مروحية لإنزال رجال على السفينة ليحاولوا السيطرة عليها وسط بحر هائج.
وكان خفر السواحل الإيطالي أبلغ سلاح الجو بوجود هذه السفينة، مساء أمس الخميس، في قضية جديدة لمهاجرين سريين تركوا في وسط البحر، مشيرا إلى أن "هناك 450 مهاجرا على متن سفينة تجارية بلا طاقم وتقترب من سواحل بوليا".
ورصدت السفينة طائرة تابعة لخفر السواحل على بعد 130 كلم عن السواحل الايطالية.
وحوالي منتصف الليل بالتوقيت المحلي (00ر23 تغ)، أعلن سلاح الجو أن السفينة أصبحت على بعد 65 كلم عن ساحل (كابو دي لوكا) الرأس الواقع في أقصى جنوب شرق إيطاليا.
من جهته، أكد سلاح الجو الإيطالي، في البيان، أنه "بسبب الأحوال الجوية السيئة لا يمكن الصعود على متن السفينة إلا بعملية إنزال من الجو".
والسفينة تحمل اسم عز الدين ويبلغ طولها 73 مترا، وهي مسجلة في سيراليون. وقبل تعطل محركاتها بعيد منتصف الليل كانت تبحر بسرعة سبعة عقد بحرية (حوالي 13 كلم في الساعة).
وتمكن أحد ركاب السفينة من تشغيل جهاز اللاسلكي الموجود على متنها للاتصال بخفر السواحل وإبلاغهم بأن الطاقم هجر السفينة وترك الركاب لمصيرهم.
وأوضح خفر السواحل أنه على إثر طلب المساعدة من سفينة الدورية الإيسلندية "تير" التي تعمل في إطار (فرونتكس) الهيئة المسؤولة عن حماية حدود الاتحاد الأوروبي، تمكنت السفينة "تير" من الوصول إلى السفينة الجانحة والإبحار بموازاتها، إلا أن الأمواج العاتية جعلت من المستحيل صعود أي من عناصر سفينة الدورية إلى سفينة المهاجرين.
وتأتي هذه المأساة بعد يومين على إنقاذ البحرية الإيطالية 768 مهاجرا غير شرعي أغلبهم من السوريين، كانوا على متن سفينة الشحن (بلو سكاي ام) التي ترفع العلم المولدافي، هجرها طاقمها وكانت الأمواج تتقاذفها في البحر الأدرياتيكي قبالة سواحل بوليا أيضا.
وأكد خفر السواحل يومها أنه لو لم تتدخل عناصره ويوصلوا السفينة إلى بر الأمان في مرفأ (غاليبولي) في جنوب البلاد لكانت تحطمت حتما على الصخور.
وتواجه إيطاليا منذ سنوات تدفقا متزايدا للمهاجرين الذين يحاولون الانتقال إلى أوروبا هربا من الأوضاع السيئة في بلدانهم.
وبلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا في 2014 أكثر من 160 ألفا، أي حوالي 450 مهاجرا يوميا، أكثر من نصفهم من السوريين والاريتريين.
ويصل معظم المهاجرين بزوارق مطاطية أو سفن قديمة لصيد السمك تبحر من ليبيا التي تعمها الفوضى بعد سقوط نظام معمر القذافي، مما يسمح للمهربين بالعمل بحرية.