لم يأخذ خبر استقالة وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، حيزا كبيرا في الصحف الورقية والإلكترونية على السواء، بل إن الرأي العام لم يتوقف كثيرا عند هذه الاستقالة، التي هي من تحصيل الحاصل وأمر طبيعي يقع في عدد من البلدان والدول الديمقراطية، ولطالما تابعنا أخبار استقالات مسؤولين سامين في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، لأسباب تبدو لنا هنا غير جديرة بتقديم "قرابين" التخلي عن المنصب والوظيفة السامية. ويذكر شاهد عيان أن الوزير الحركي وصل مبكرا إلى الوزارة، على غير المعتاد، واتجه صوب مكتبه وجمع فريقه الوزاري، وألقى فيهم كلمة وداعية مؤثرة، ولم تثنه توسلات بعض الموظفين عن التراجع عن قراره، هكذا أخرج من جيب سترته رسالة الاستقالة، وأصدر آخر أوامره كوزير بأن تصل الرسالة إلى مقر رئاسة الحكومة.
وقد تلقى عبد الإله بنكيران الرسالة بصدر رحب، حيث رفعت عنه الحرج والعتب، إذ كان مترددا في إقالة أوزين، والاستجابة لانتظارات الرأي العام الوطني، لكن الوزير الحركي أعفاه من توقيع القرار المثير...
وعلم أن اللجنة المكلفة بالتحقيق في مهزلة "ملعب الرباط" استمعت إلى الوزير السابق محمد أوزين، الذي لم يحاول إبعاد المسؤولية عنه فيما حدث، متحملا بكل شجاعة تداعياتها، من دون مساعديه وأعوانه في الوزارة.
ندرك أن القارئ لم يصدق ما قرأته عيناه في الأسطر السابقة، وربما فرك بعضهم عينيه للتأكد من كونه ليس في حلم، لأن مثل هذا الخبر لن يتسرب إلى صحافتنا أبدا كما تسربت مياه المطر وأغرقت ملعبا بأكمله مفسدة على اللاعبين والجمهور الاستمتاع بمتابعة أطوار مباراة فنية كروية جميلة.
"سيظل أوزين شوكة في حلوقكم ووطأة على صدوركم"، كما يمكنها أن تقول نسيبته البرلمانية السابقة والنافذة في حزب أحرضان والعنصر حليمة العسالي، التي بفضل زواجه من ابنتها تبوّأ منصب الوزارة التي لم يكن يحلم بها عندما كان لاجئا عند إحدى عماته بالحي الشعبي درب غلف في الدارالبيضاء...