قصة غريبة ترويها صحيفة لوفيغارو في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، وتتعلق بأم فرنسية من طاربيس ترفع دعوى قضائية ضد زوجها المغربي، الذي تتهمه باختطاف طفلتيهما البالغتين أربع سنوات وسنتين، من أجل الذهاب بهما إلى سوريا حيث كان ينوي الانضمام لتنظيم داعش، الذي أغراه بحكاية قطع رؤوس السوريين. وتزامنت هذه الدعوى مع الإشادة نهاية الأسبوع الماضي بتدخل جلالة الملك محمد السادس من أجل أن تحصل ساندرين على طفلتيها. واتهمت زوجها مالك باختطاف الطفلتين اللتين ألحقهما بالمغرب في أفق الذهاب بهما إلى سوريا حيث كان ينوي "الجهاد".
وبعد مراقبة دقيقة تم اعتقاله بتاريخ 15 أكتوبر الجاري بمطار محمد الخامس الدولي، حيث كان ينوي السفر إلى تركيا في أفق الالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي " داعش"، أظهر أن المعني بالأمر المتشبع بالفكر الجهادي نسج علاقات وثيقة مع متشددين فرنسيين ومتجنسين مغاربيين، وكان رفقة زوجته الجديدة بعقد عرفي والبالغة من العمر 19 سنة. بينما تم تسليم الطفلتين لجدهما بالمغرب.
لقد التقت ساندرين بزوجها المستقبلي، وهو سائق، سنة 2009 بإسبانيا،وتزوجا مدنيا واستقرا ب"لي هوت بيريني"، حيث ازدادت طفلتهما الأولى سنة 2010.
تقول الزوجة البالغة اليوم 34 سنة في تصريح للاديبيش إنه "كان شخصا وديعا، ضاحك باستمرار وكانت له علاقات جيدة مع الجميع". ومنذ بداية علاقتهما بدأ يدعوها للإسلام. وتحكي المرأة الشابة أنها طواعية بدأت ترتاد المسجد، المكان الوحيد الذي قبلت أن ترتدي فيه الحجاب. لكن تقول "بالنسبة إليه فإن تحولي لم يكن سريعا..لقد تحول إلى شخص قاس وعنيف وعدواني"، قبل أن يتحول بشكل جدري نحو التطرف صيف 2013.
وتضيف أنه أصبح يرفع شعار "كراهية الكافرين" وكل الناس بمن فيهم المسلمون الذين لا يمارسون مثله ولم يعد يرتاد المسجد.
قبل سنة، بالضبط في أكتوبر 2013، ذهبت العائلة إلى المغرب لزيارة الحموين. وتحكي المرأة الشابة أن زوجها فرض عليها أن تتكلف بنفسها كلية وطرح عليها أن تستقر بالمغرب قبل أن يهاجر هو إلى سوريا للدفاع عن إخوانه، حسب تعبيرها. ست أسابيع بعد ذلك، وعدها بأن يرجع كما كان، لكنه أخذ مسافة بين وبين الآخرين وأصبح يقضي وقته في الأنترنيت والهاتف النقال.
الزوجة الحامل بمولودها الثالث وضعت يوم فاتح أكتوبر طفل، وبينما هي في المستشفى غادر زوجها رفقة الطفلتين. وقال لها بأن والدته على فراش الموت، وحذرته أنه إذا لم يعد خلال عشرة أيام فإنها ستخبر السلطات.
ويذكر أن الشخص الموقوف كان يعقد جلسات مع المتشددين بأحد مساجد مدينة تاربيس بفرنسا، ينتقدون خلالها التدخل العسكري الفرنسي بشمال مالي، مع إعلاء فريضة "الجهاد".
وقد أكد البحث، الذي أجرته فرق المحققين، النوايا الإجرامية للشخص الموقوف " والذي سعى جاهدا من أجل الحصول على سلاح ناري بفرنسا والتدرب على استعماله، كما كان يتلقى صورا لجنود سوريين تم ذبحهم بطريقة وحشية من طرف مقاتلي تنظيم "داعش"، مما زاد من حماسه للالتحاق بهذا التنظيم الإرهابي بنية معلنة لاقتراف نفس الأعمال الهمجية خاصة في حق الرعايا الفرنسيين" .